يقول الدكتور جوثمان: ” إن باستطاعة الرياضة أن تساعد أصحاب ذوي الإعاقة على استعادة توازنهم الجسدي والمعنوي، وتجعلهم يندمجون في المجتمع وتنمي قدراتهم البدنية والعقلية”. فالرياضة علم من العلوم الإنسانية، التي تهتم بالفرد العادي وغير العادي، فذوو الإعاقة تقوم الرياضة بتطويرهم بدنيًا وعقليًا واجتماعيًا ونفسيًا، وذلك من خلال ما تقدمه لهم من أنشطة وبرامج متنوعة، التي تعتبر ضرورية جدًا في إكسابهم الصحة واللياقة البدنية والقوام الجيد من خلال ممارسة الألعاب الرياضية، فهذا يساعدهم على اكتشاف مواهبهم وإمكاناتهم وقدراتهم، ويجعلهم يندمجون بالمجتمع ويصبحون عنصرًا مؤثرًا وفعالًا، وأيضًا تنمي لياقتهم وتطور الجانب الاجتماعي والنفسي وتعزز الذات لديهم، والأهم أنها تجعلهم يتقبلون القصور الواقع عليهم من غير أي حرج.
من خلال الألعاب الترويحية تنمو خبراتهم ومهاراتهم، وتجدهم أشخاصًا منتجين، في تحقيق ذاتهم وتحقيق منجزات باسم الوطن، وذلك من خلال المشاركات العالمية، ولعلي أستشهد حينما كلفت بأن أكون مدربًا لبطولة كرة القدم للصالات للصم بمنطقة الرياض تحت 21 عامًا، فقد استطعنا تحقيق بطولة المملكة بعد غياب طويل، وكل هذا جاء بتضافر جهود الجميع، وبعدها أكمل اللاعبون وواصلوا تميزهم بالوصول إلى كأس العالم في ماليزيا، ورفعوا راية الوطن عالية، بما حققوه وقدموه من مستويات ونتائج مبهرة، وهذا نموذج مما يستطيع أن يقدمه ذوو الهمم والأمثلة كثيرة ومتعددة.
فهذه الفئة حتى وإن فقدوا حاسة من حواسهم، إلا أنهم يستطيعون أن يبدعوا في حواسهم الأخرى، والأهم عندما يمارسون أي رياضة، أنصح أن يمارسوها من خلال طبيعة ودرجة ذوي الإعاقة، فدائمًا هم في قلوبنا، ويبقى دورهم كبيرًا في ازدهار وطننا.