اجتماعية مقالات الكتاب

ثلاثية الهشاشة

من المهم جدًا أن يكون الفرد رقيقًا رفيقًا بذاته حيث أن هذه الرقّة تمتحنها السلاسة والمرونة اللتين نحتاجهما في موازنة أمورنا الذاتية والإسهام في مدى التقدم الذي نطمح له و سرعة التجاوز و عدم التوقف عند المعوّقات ولكن هل هذه الرقّة مع الذات نافعة في استقبال جميع مصاعب الحياة؟

يجب أن نضع في عين الإعتبار أن هذه الرقّة لها مواضعها و ليست نافعة في جميع الأمور الذاتية و كلنا يعلم أن الحياة متقلبة برمّتها و هنا يأتي دور المرونة التي تسمح لنا بتقبُّل الأمورومعالجتها حسب وضعها.

يصاب المرء بالهشاشة النفسية حينما يجد ذاته محاطًا بكم هائل من انكسار الذات وهذا يخلق لدى الفرد شعوراً بأن مشكلاته أكبر من قدرته على التحمل فيميل إلى التراجع عن مكانته .و كذلك يكون للتوقعات اللامتناهية دور أساسي في مضاعفة الشعور بالهشاشة

النفسية ما يسهم بدوره في ازدياد حجم العجز لدى الفرد كما أن الطرف الثالث الذي يأتي مقترنًا بالأطراف السابقة هو استمرار الأزمات حيث أن الفرد إذا درّب ذاته على التعامل برقّة و هدوء مع المصاعب فإن الأزمات استمر في ازديادها و لن يتوقف حدوثها فيزيد من خلالها شعور الغرق في التحطّم النفسي و فقدان القدرة على المقاومة و الإستمرار لدرجة أن الفرد يعتقد أن حياته انتهت بسبب هذه الهشاشة وعلى الفرد أن يقاوم الضعف بداخله لأن الإستسلام للضعف هو أكبر مسبّبات الإنكسار النفسي و الحزن و زيادة الإنفعال ،والعمل على تطوير المهارات الذاتيه لديه و عدم ترك الذات على هواها بل تقّنين الإرادة و تحديد الأهداف و العمل عليها وعدم التوقف عند المصاعب و المعوِّقات و التحلّي بالصمود النفسي. وعلينا أن ندرك أننا في رحلة الحياة معرضون للكثير من المنعطفات فعلينا التركيزعلى القادم منها.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *