تطلق هذه التسمية علي الحالات التي يتكرر فيها حدوث الإجهاضات ثلاث مرات متتالية، وهي حالة لها تأثير نفسي سلبي على صحة الأم ، خاصة وأن الوضع الإجتماعي في بلادنا مرتبط بالقدرة على الإنجاب كما أن الحمل الأول حين اكتماله سبب لاستقرار الزواج ، ولذا فإن حدوث الإجهاض يعتبر عند الأهل مؤشراً سلبياً ، و ذلك رغم أن حدوث حالة إجهاض واحدة أو إثنتين ليس مؤشراً سلبياً بالمعنى الطبي، و إفراط الأهل في التدخل و التساؤل و اظهار التحسر أمر غير مقبول, لأنه يخلق مشكلة من لا شيئ. وحدوث الإجهاض أمر يشترك فيه الزوجان و ليس لأي منهما دخل فيه .
في نشرتها للمرضي عن هذا الموضوع ، ذكرت الكلية الملكية لأطباء النساء والولادة أن معظم حالات الإجهاض المتكرر لا يوجد سبب طبي لها ، و أن هذه الحالات ستتمكن من الحمل المكتمل في أغلب الحالات ، و كل المطلوب أن تحظى الحامل برعاية نفسية و اجتماعية داعمة ، تبني التفاؤل و لا تزرع القلق.
عادة ما يبدأ الأطباء بإجراء بعض الفحوص بحثاً عن سبب يمكن علاجه ، كوجود مرض السكر ، أو اضطراب في الغدة الدرقية ، و علاج هاتين الحالتين يؤدي إلى إكتمال الحمل، كما تكثر الفحوص لإثبات أو نفي وجود أمراض وراثية متعلقة بـ قابلية الدم للتجلّط، و لم يثبت أن أيًا منها يزيد نسبة الإجهاض إلا مرض متلازمة مضادات الدهون الفوسفورية ، و هنا ينجح إعطاء إبر تمنع تجلّط الدم في منع الإجهاض. التأكد من حالة الرحم لنفي وجود عيوب خلقية في تجويف الرحم أمر مهم ، وقابل للعلاج الجراحي في أغلب الأحوال ، هناك نسبة من الإجهاضات تحدث بسبب حدوث خلل في الصبغيات الوراثية عند الأبوين. كذلك فإن وجود خلل الصبغيات الوراثية في الحيوانات المنوية للزوج تسبب تكرار الاجهاضات، و نظرا لأنه لا يوجد علاج لها فلا ينصح باستقصاء وجودها، كما أن الإجهاض قد يزيد في حالة متلازمة تكيّس المبايض ، و حالات ارتفاع هرمون الحليب ، و هناك علاجات مناسبة لهاتين الحالتين.
في نشرة الكلية البريطانية التي أشرنا إليها تأكيد علي أن تكرار الاجهاضات يزيد مع ارتفاع عمر الأبوين ، و حالات زيادة كتلة الجسم أو نقصانها، و مع التدخين و شرب الكحوليات، وربما الإفراط في الكافيين و لذا فان تعديل أسلوب الحياة ينجح في تقليل الإجهاضات.
تقابلني اخوات لديهن هذه الحالة و لا يوجد لها سبب معروف عندهن، و هؤلاء بلا شك أحسن حظاً ممّن يوجد لديهن سبب لا يمكن علاجه ، أو له تأثيرات ضارة أخري علي الحياة ، وأحب أن أطمئنهن أن فرصتهن في الإنجاب تبقي عالية ، فالتوكل على الله ، و الرعاية النفسية و العاطفية السخية هي كل ما يحتجن له .
SalehElshehry@