بين المرسل والمستقبِل-بكسر الباء- يحدث كثيراً وجود فجوات منها مايكون في لغة التخاطب ألايعرف طرف لغة الطرف الآخرأو تكون معرفته بسيطة وابتدائية فيحدث سوءالفهم بينهما، فمثلاً نشب حريق في مدينة بوباء في جنوب المملكة العربية السعودية وأذيع الخبرأن إذاعة ال bbc في لندن بأن الحريق نشب في حي قباء بالمدينة المنورة،فهرع الناس إلى قباء فوجدوا كل شيء سليماً خاصة مسجد قباء وهو المهم في الدرجة الأولى باعتباره أول مسجد أسس على التقوى. فتأثيرالفجوة أوعدم الدقة في نقل الخبركأن يكتب المحرر مايبين موقع الحريق لئلا تكون هناك فجوة أو ارتجالية في تحريرالخبروعدم توخي الدقة، وهذاراجع في الدرجة الأولى إلى قصورثقافة المحرر.
ولوعدنا إلًى أقسام الخبر لوجدناه عند الناقد ابن قتيبة تسعة آلاف نوع أو وجه-حسب قوله- في كتابه (أدب الكاتب) بل يوصله إلى مئة من الوجوه،وبذلك نجد الفجوات كثيرة بين خبروآخرفي موضوع واحد،ولكل مرسل ومتلق حرية انتقاء الصيغة التي تسيره لتوجهاته ولطبيعة الوسيلة الإعلامية التي ينتمي إليها،أما الإقتصاد فهوسيدالموقف، قال تعالى:(وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون)الواقعة/82.فالكذب في الأخباريجعل الفجوة بل الفجوات واسعة بينه وبين الصدق،ويؤدي إلى إختلاف الزأي العام على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.وماتوفيقي إلا بالله.
رأي بن قتيبة ذكره د.محمد مندور النقدالمنهجي عندالعرب،ص/29: توجد دراسات كثيرة عن الأخبار وخاصة الدعائية منها فالدعاية في الشؤون الدولية ترتكزعلى الدعاية القذرة للفتّ في عضد الشعوب النامية ودولها وبذلك تزدادالفجوة بين الشرق العرب فلاتوجد عدالة في التدفق الإخباري بين مصادرالأخبار(الدول الصناعية المتقدمة والدول النامية المتلقية للإخبار).
إن الإعلام السعودي واكب ولايزال يواكب التنمية في مختلف المجالات ولذلك تعتبر الأخبار مرآة لهذا التوجه،ناهيك عن مراقبة الخبروفحصه إن كان صادقاً أوكاذباً،أخذاً بقوله تعالى:(ياأيهاالذين آمنواإذاجاءكم فاسق بنبأفتبينو أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحواعلى مافعلتم نادمين)الحجرات/6، هذافضلاً عن تجنب السباب والشتم في وسائل الإعلام أخذاً بقوله تعالى:(ولاتسبواالذين يدعون من دون الله فيسبواالله عدواً بغيرعلم) .
وقوله تعالى:(إن الذين كفرواينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله) الأنفال/36.
كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القيل والقال فقال:”إياكم والقيل والقال وكثرة السؤال”. والحديث ذو شجون.