يُعدّ الإختيار إنتقاء الشيء وإرادته دون غيره وهنا نجد الكثير من الخيارات أمامنا في حياتنا وعينا أن نحدّد ما الذي نريده إختيارًا يصبّ في مصلحتنا النفسية و سلامتها.
قد يُجبر الفرد على بعض الإختيارات التي لا يريدها و هذا ما يسبّب العجز النفسي للفرد مع تزامن فقدان الثقة بالذات.
الإختيارات النفسية هي التي تسهم في بناء الفرد بشكل مباشر حيث أن الفرد يختار ما يضمن له تحقيق نجاحه و راحته و المضي قدماً في حياته على نحو سليم حيث أن اتخاذ القرار يسهم في ضبط النفس و إدارة الذات و بلا شك حينما تسير حياتنا بشكل عشوائي فإننا نصل إلى طرق مسدودة .
ومن الطبيعي جداً أن نمر بمختلف الأزمات و المواقف المؤلمة و الخسارات و لكن ليس من الطبيعي اختيار الألم والإستسلام فإن الألم هنا أشدّ إيلامًا من الخسارات برمّتها لأننا حين نختار الإستسلام فإننا لن نستسلم فحسب بل هناك تداعيات أخرى لهذا و من أهمها فقدان الهويّة النفسية و فقدان القدرة على النمو من جديد.
و يتوارى الفرد عن حياته لفقدانه ما كان يطمح إليه و لا بأس بهذه العزلة و لكن يجب أن تكون عزلة عقد هدنة مع الذات و استعادة الإتزان من جديد و دفع الذات إلى عدم التوقف على هذه الخسارة بل التحرك من أجل تحقيق الأهداف و عدم اللجوء إلى لوم الذات و الذي من شأنه أن يُضعف قدرات الفرد .
ليست هناك نقطة فاصلة بين أن نكون أو أن لا نكون فهنا يتحتّم علينا ليس الإختيار فحسب بل أن نكون مسؤولين عن إختيارنا هذا و يجب أن لا نحدّد هذا وقت أزمتنا النفسية بل بعد استعادة اتزاننا النفسي و عدم التسرع و الغضب في اتخاذ القرار و يجب أن نضع نصب أعيننا أن هذه حياتنا و أحلامنا و طموحتنا وعلينا محاربة الخوف والضعف بكل ما أوتينا من قوة.
fatimah_nahar@