سياسة مقالات الكتاب

السودان

مررت بالسودان في طريقي إلى أوغندا مرافقاً لوزيرالعمل السابق عبدالرحمن أبا الخيل ومعنا مصورالتلفزيون يوسف غنيم، وعندما نزلت الطائرة لاحظنا اسم العاصمة الخرطوم مكتوباً بخط كوفي الى أرض المطار،وهذا-حسب علمي-تصميم وحيد فيما أعرف في المطارات التي هبطت فيها،ولست كثيرالأسفارولكني زرت عدداً دول العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً،فلم يكن فيها تصميم مثل هذا،وبذلك تنفرد السودان بهذاالإبتكارناهيك عن العلم.

والعلماء والأدب والتاريخ في صفوف المتعلمين والرياضة المتمثلة في فريق المريخ والزراعة من حيث الإنتاج واللحوم أيضا.ومنذ إندلاع الحرب في السودان ونحن نشاهد أخبار هذه الحرب كل يوم ونتمنى وقف القتال تفادياً لتحول الأمرإلى حرب أهلية،ولكن واهاً لذلك رغم كل الجهود وفي مقدمتها مبادرة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمة التعاون الأفريقي وجهود الجامعة العربية والأمم المتحدة، كل ذلك في إطارحب السودان والسودانيين.فمتى يتمخض هذا الحب عن إنفراجة أمل تعيد البسمة لنا جميعا وتنقذ الأطفال والشيوخ والنساء من التشرد والعيش في العراء وقسمة الرغيف بين الجياع تحت غطاء الأغطية؟ ومتى يخلي طرف الصراع المستشفيات من عتاده ويعودالإطباء الى عملهم في إنقاذ المرضى واستقبال المواليد الجدد وعلاج الشيوخ والنساء فيرى الجميع الشمس تشرق من جديد ويتخلى أطراف الصراع عن الأنانية والأغراض الشخصية ويعلون مصلحة الوطن؟

ويعتبرالسودان سلة العالم العربي الزراعية وكم أدهشني خلال هذه الأزمة التي يمر بها السودان منظرأشجارالصمغ العربي الممتدة عشرات الكيلومترات،وتمنيت أن أعبرها سائحاً!
وفي مجال العلم والأدب والترجمة، كانت أول عميدة لكلية البنات بالرياض الدكتورة سعاد الفاتح من السودان ثم أعقبتها د.عائشة عبدالرحمن(بنت الشاطيء) من مصر.
وتجدر الإشارة إلى الروائي السوداني العربي الطيب صالح وروايته الشهيرة موسم الهجرة الى الشمال التي عدّها النقاد ضمن أفضل 100 رواية في العالم وترجمت الى لغات عالمية عدة .

كما أن الشعرفي السودان مزدهر ولنقرأ ديوان معزوفة لدرويش متجول للشاعرالمبدع محمد الفيتوري ففي هذه القصيدة التي عنّون بها ديوانه يقول: في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق حدّقت بلاوجه ورقصت بلا ساق،وهذا المقطع هومن الشعرالعاطفي الخاص الذي تأثربه الفيتوري مثل إبراهيم ناجي بالمدرسة الغربية فأضاف هو وناجي للشعرالعربي نوعا أو”تطريباً”جديداً للشعر العربي وليس للرومانسية التي تأثربها ناجي ومحمود حسن إسماعيل والشاعرالسعودي حسين سرحان الذي يقول: ترى ما السر بين الزهور والنسيم إذا ماسرى أطاف بنرجسية في البكورفأسكرها برحيق الكرى؟

وفي مجال الترجمة عاصرت مترجمين سودانيين في وزارة الإعلام ووجدت الجودة والدقة في ترجماتهم، ممّا يدل على عمق ثقافتهم باللغة الإنجليزية،كما هي علومهم باللغة الأم العربية طبعاً.
والآن من هوالخاسر في الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع؟ إنهم الأطفال خاصة حديثو الولادة الذين لايجد أهلهم مستشفيات ولا أدوية للعلاج .

كما أن شبكات التلفزة العربية تذكرحوادث إغتصاب الفتيات القاصرات،وتظهر-أيضا-كيف يعيش العجزة من الرجال والنساء تحت عشش من الأقمشة الممزقة وهم يطبخون الطعام ثم يتقاسمونه في الوقت الذي تحطمت المطاعم في الشوارع.
هذاغيض من فيض والله الهادي إلى سواءالسبيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *