رياضة مقالات الكتاب

نيفيل وكاراجار.. فاقد الشيء لن يعطيه

استضافت إنجلترا النسخة الثامنة من كأس العالم في عام 1966، وشهدت تلك النسخة تورط رالف رامسي مدرب المنتخب الإنجليزي حينها فى واقعة تطرف عنصري، عندما منع رامسي لاعبى المنتخب الإنجليزي من مصافحة وتبادل القمصان مع لاعبي المنتخب الأرجنتيني، فى المباراة التى جمعت الفريقين، بالدور ربع النهائي من البطولة، التى انتهت بفوز “الأسود الثلاثة” بهدف نظيف واصفًا لاعبي الأرجنتين بالحيوانات، نظرًا للأزمات السياسية، التى دارت بين سكان أمريكا الجنوبية وسكان أوروبا فى ذلك الوقت. فأجبر الفيفا رالف رامسي على الاعتذار لبعثة المنتخب الأرجنتيني، وبالفعل اعتذر المدرب.

أذكر تلك الحادثة تزامنًا مع التعليقات الغبية الصادرة من اللاعبين والناقدين” جاري نيفيل وجيمي كاراجار” بخصوص النهضة الكروية والرياضية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية، واستحضر معها السلوك الإعلامي الإنجليزي العام الذي يطبق قاعدة” إن لم تكن معي فأنت ضدي” وهي قاعدة مليئة بالنفاق الذي هو سمة الإعلام الإنجليزي عمومًا، فبمجرد الاختلاف معهم، أو التنافس ضدهم يقومون بحملات التشكيك واستعداء الآخرين، وهو أمر قد حدث على العديد من الأصعدة سياسيًا، كما حدث مع الأرجنتين في جزر الفوكلاند، وهو ما جعل أغلبية الناس سعيدة، ما حصل لهم في كأس العالم وبالطريقة التي خرجوا بها خصوصًا في هدف مارادونا الشهير، الذي رغم وضوح عدم شرعيته إلا أنني لا أعتقد أن هنالك الكثير ممن اعترض على الهدف، وغير ذلك من الأمور؛ كالحملة التي قادوها مؤخرًا ضد مونديال قطر، وما يقوم به جمهور السيتي تجاه اليويفا، وما حاولوا القيام به ضد عملية شراء نيوكاسل ، وأخيرًا محاولة إلقاء اللوم على الآخرين في نهائي الأبطال ضد ريال مدريد في باريس، رغم وضوح ما جرى والتاريخ المعروف لجماهيرهم.

السلوك الإعلامي الإنجليزي أكثر جبنًا من النظر للذات وانتقادها، كما ينظر وينتقد الآخرين، فـ” نيفيل وكاراجار” لم يسألا نفسيهما.. كيف وصل الدوري الإنجليزي لهذه المرحلة؟ أليس بالمال الخاص بحقوق النقل؟ أليس بخطف النجوم من الدوريات الأخرى؛ كالإيطالي والإسباني؟ ألم يكن بدفع مبالغ مهوولة في كثير من اللاعبين الذين ربما لا يستحقونها، وفي أحيان أخرى تكديسهم بطريقة تجعلك تتساءل عن شرعية هذا التعاقد؟ هل ينسون المعاملة غير الجيدة تجاه ملاك الأندية غير الإنجليز؛ مثل كرونكي وأفراموفيتش وحتى الجلايزيرز؟ كل تلك الأمور تندرج تحت ادعاء الفضيلة المفقودة والتناقض.
الحقيقة أنك لن تجد الإعلام الانجليزي يحترم أي شخص يعمل ويبحث عن مصلحته للتطور، فالمنافسة بالنسبة لهم شريفة، طالما ليست معهم؛ لذلك العمل وتجاهلهم هو الأفضل. لذلك أتمنى من الإعلام الرياضي السعودي، والمؤثرين في وسائل التواصل أن يكونوا على قدر المسؤولية، ولا يعطوا الفرصة لأمثال هؤلاء المنافقين لمحاربة هذه النهضة بأي تغريدات، أو تصريحات خارجة.
بعد آخر..
مع النهضة الرياضية الحالية، نحن بحاجة إلى إعلام رياضي محترف، يجيد تمثيل ونقل الصورة الصحيحة والاحترافية لهذه النهضة؛ سواء باللغة العربية أو الإنجليزية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *