اجتماعية مقالات الكتاب

خدمة الحجاج شرف لنا

شرّف الله المملكة العربية السعودية بخدمة بيته وحجاجه ،فعندما يصل الحاج إلى الأراضي المقدسة ،
يجد أن كل شيء متاح من أجله ،وأن جميع الجهات العاملة في الحج من قطاعات أمنية وطبية وغيرها في خدمته، ذلك أن حكومة خادم الحرمين الشريفين منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- الى عهد الملك سلمان الزاهر ، قد سخّرت كافة الإمكانات حتى يؤدي الحجاج حجهم بكل يسر وسهولة وأمن وأمان ، بل أنه في كل عام هناك جديد وتطوير في مرافق الحج،

وفي المرافق الخدمية واللوجيستية والأمنية ، فيما أطلقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حملة بعنوان: “خدمة الحاج والزائر وسام شرف لنا” تحت شعار :”الجودة والريادة في حُسن الهداية وتميُّز الرفادة وكرم الوفادة”، بالإضافة إلى التسّهيل والتيّسير على ضيوف الرحمن وبذل كافة الجهود لضمان سلامتهم في ظل توافر الخدمات وتكاملها وانسيابية الحركة.
ومن خلال زياراتي المتكررة للحرم النبوي في المدينة المنورة ،لا أملك وأنا أرى بجلاء جهود المسؤولين في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين ومعها القطاعات الأمنية والقطاعات الأخرى المساندة، إلّا أن أرفع القبعة تحيةً لهم ولجهودهم إذْ هم يتعاملون بكل احترافية مع الحجاج ويسهرون على خدمتهم ويقدمون لهم كافة الإمكانات و الإرشادات ، فيما الطواقم الطبية الشابة المنتشرة في ساحات المسجد النبوي ، تقف على أهبة الإستعداد للتعامل مع أي طارئ.

أثناء ذلك لاحظت أن هناك عدداً من الموظفين المنتشرين في الحرم النبوي وبعض المنتسبين الذين يتحدثون بطلاقة عدة لغات،إلا أنهم قليلون ولاينتشرون
في بعض النقاط المهمة التي تتطلب وجودهم للتخاطب مع الحجاج ، وكثيراً ما أجد حجاجاً يتجادلون مع رجال الأمن فقط لأنهم أغلقوا نقاط الدخول إلى داخل الحرم النبوي بسبب إمتلاء السعة الإستيعابية للمصلين داخل الحرم والسطح. فتجد الحاج يتكلم بلغة لا يفهمها رجل الأمن، فيردّ عليه رجل الأمن بعبارة :”ممنوع الدخول “، بينما لا يفهم الحاج سبب منعه من الدخول، بل قد يصل به الأمر حدّ لوم رجال الأمن على حرمانه من الصلاة داخل الحرم ، بالإضافة إلى أن كثيراً من الحجاج والزوار يجهلون بعض الأمور الإجرائية التي يقوم بها رجال الأمن والتي هي في الأساس لحفظ أمنهم وسلامتهم وتوجيه حشودهم إلى الساحات الخارجية منعاً للإزدحام و التدافع .

إن نجاح المملكة العربية السعودية لايكمن فقط في استقبال ملايين الحجاج ، وإنما في ادارة هذه الحشود والسيطرة عليها،وتأمين تفّويج هذه الملايين في مساحة محدّدة وزمن محدّد بسلاسة ويسر .
إلى ذلك كنت أتمنى أن أرى المزيد من اللغات على اللوحات الإرشادية المنتشرة في الساحات، وانتشاراً أكبر للموظفين الذين يتحدثون بطلاقة عدة لغات مثل: الإنجليزية والفرنسية والأردو والأندونيسية والفلبينية وغيرها،لإفهام الحجاج الإرشادات الهامة وحتى يتفرغ رجال الأمن لأداء مهامهم الأساسية.

ويمكن هنا الإستعانة بطلبة الجامعة الإسلامية ممّن يتقنون هذه اللغات بدوام جزئي حتى يقدموا الإسناد المناسب في مثل هذه الأمور.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وجزاهما الله عنا خير الجزاء لقاء ما يقدمانه لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وهنيئاً لمن كان لهم شرف خدمة الحجاج.

jebadr@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *