اجتماعية مقالات الكتاب

بناء العادات

ممّا لا يخفى علينا أن العادات هي روتين سلوكي متكرّر على نحو منظّم حتى يأخذ منحنى حدوثه دون وعي منا و هذه العادات لا تحدث بالصدفة أبدًا فهي نماذج سلوكية يتعرف عليها العقل و قد يرفضها بحجة الحماية الوهمية من العقل و لكن سرعان ما يتقبلها العقل و يتبرّمج على أحداثها تزامناً مع المثابرة و الإصرار.

وإذا قررنا أن نقارن هذا بالواقع نجد أننا حينما نريد بناء شيء ما ، فإننا نبدأه لبنة لبنة مع التأسيس الصحيح و المتابعة المستمرة و الإهتمام به حتى يكتمل البناء بالشكل المراد تحقيقه و هذا يشبه تماما عملية بناء العادات السلوكية الصحيحة و الحرص على التعود عليها من خلال الممارسة المستمرة حتى تصبح عادة لا غنى لنا عنها .

و كما ان كل شيء من حولنا له قوانينه ، كذلك بناء العادات الصحيحة لها قوانينها التي تسهل من عمليه تأكيدها في العقل و تّسريع الاستجابة و من أهم هذه العوامل هو الإلتزام و المواظبة و الاستمرار و المراقبة الذاتية التي تسهم في سرعة عملية التقدم من خلال معرفة مستوى التقدم المحرز و مقارنة الفترات الزمنية المحددة و سرعة الإنجاز فيها.

إن التوقف عن ممارسة العادات الصحية يدمّر العقل حيث أن العقل يصاب بفترة تجّويع فلا غذاء له و هذا ما يجعله يعمل بكفاءة ضئيلة و انشغاله بتضّخيم الأحداث الصغيرة مع كثرة التفكير المؤذي و لذلك حين نصنع العادات الصحيحة ، نمنح العقل فرصته في العمل و الإنتاج و التفكير المنظّم و تحّفيز الإبداع والإبتكار لديه .

كل عادة صحيحة و صحية نعوّد ذواتنا عليها و نكتسبها ، هي في المقابل لها دور رئيسي في تحفيزنا المستمر و تحقيق الرضا عن الذات و ازدياد الثقة بالنفس و الرغبة المتزايدة في خلق عادات أكثر و هذا ليس إلا ردّة فعل تنعكس إيجابا على ذواتنا و على مستوى تطورنا و نجاحنا و مواصلة نمونا النفسي و الصحي.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *