اجتماعية مقالات الكتاب

الفرق بين الثقة والحماقة

لا يزال يوجد بيننا أشخاصٌ يضعون كامل ثقتهم فى الآخرين، وكأنهم يريدون أن يثبتوا لمن لا تعني لهم الثقة أن هناك أملٌ ولو بسيط فى الحياة . لكنَ المفاجأة دائماً ما تأتى حين يلعب الغادرون على المغدورين من الخلف إلى الأمام، فتتحول تصرفاتهم كما الشياطين. كثيرٌ من النظريات والآراء لم تعد الأن مهمة، خاصة وأن عمق المأساة كما أذكر دائماً ما يكون فى الثقة حين نتعرض لصدمة ما نقف أمام أنفسنا عاجزين عن إستيعاب الأمر وكأن شيئاً ما بداخلنا لا يزال يرفض وجود فكرة الشر بين البشر، وتظل أمام مرآتك تتساءل ما الذى حدث؟ ما وراء ذلك؟ لكنك لن تجد شخصاً واحداً فى العالم يمكن أن يبرر لك خيانة الآخرين لنا بشكلٍ مقبول.

الثقة الزائدة بالآخرين لا تحمينا من الخذلان، خاصة وأن من يبادر بالطعنة دائماً ما يخفى بين طيات خيانته شيئاً بعينه لم نسمعه من قبل، نرسم فى البداية صورة وردية وكأننا أمام فارس أطلق وعودٍ بنية البقاء بجانبنا حتى الموت ليبدأ فى تشكيل قصتنا التى رسمنا تفاصيلها على الرمال وكأنها قصة أشبه بقصة مسمار جحا لولاً أنه لا يوجد أصلاً مسمار!

أصبح فارس القصة أوسع الملاك لمشاعرنا، بعد أن إمتلك بين ليلة وضحاها سلاح التحكم فى أفعالنا وتصرفاتنا، وقتها التحدى الذى سيواجه المغدور بهم هو حقيقة إدراك وتقبل الخيانة، والتحدّى الذى سيواجه غير المغدورين بهم هو حقيقة أنهم لا يعرفون من هم الخائنون من المخلصين، خاصة وأن المغريات وجمال البدايات يوقعنا سريعاً فى الفخ

يقول الأديب العالمى أوسكار وايلد “إن لى قدرةٌ على مقاومة كل شئ إلا على مقاومة الإغراء” فنحاول لأوقات طويلة تحديد العلاقة مع الآخرين من ناحية ومقاومة مشاعرنا تجاههم من ناحية أخرى بالنهاية، للجميع أياً كانت ردة فعله على فقدان الثقة، حرية تحديد علاقاته مع الغير، لكننى قبل كل شئ أرجو أن أضيف لهم تساؤلاً: اعطنى مثالاً واحداً عن شخصٍ ما يقوم فى حياته اليومية بتقديم أى شئ لك لا دخل له بالأنانية وحب الذات.

NevenAbbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *