كانت خطوة جريئة، ونقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ رياضتنا ،تمثّلت في إطلاق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- مشروع الإستثمار والتخّصيص للأندية
الرياضية تحّسيناً لوضع الرياضة في المملكة، وتحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030 في بناء قطاع رياضي فعّال، وذلك من خلال تحّفيز القطاع الخاص وتمّكينه من المساهمة في تنميته، بما يحقّق التميّز المنشود لمنتخباتنا وأنديتنا ورياضتنا السعودية والمُضي بها نحو العالمية ،ووضع الدوري السعودي ضمن أقوى 10 دوريات في العالم ،ولا أبالغ إذا قلت إن دورينا السعودي قد يكون ضمن أقوى وأفضل خمسة دوريات في العالم.
في اطار هذا الفهم للمشروع ، جاء إعلان وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل،عن نقل ملكية أندية الإتحاد والأهلي والنصر والهلال لصندوق الإستثمارات العامة السعودي بنسبة 75 % ، فيما تمتلك الجمعيات العمومية للأندية 25 % ، بالإضافة إلى نقل ملكية نادي القادسية إلى شركة أرامكو ، ونقل نادي الدرعية إلى هيئة تطوير بوابة الدرعية، ونادي العُلا للهيئة الملكية للعُلا ونادي الصقور إلى شركة “نيوم” السعودية.
لقد أصبحت رياضتنا محطّ أنظار الجميع كما توالت في الآونة الاخيرة إنجازات الرياضة السعودية بدءاً من مشاركة منتخبنا الوطني في كأس العالم 2022 في قطر ومفاجأة العيار الثقيل في التغلّب على الأرجنتين بطل العالم في المباراة الإفتتاحية ، وأعقب ذلك تلك الصفقات المدوّية كانضمام النجم العالمي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر ومن بعده كريم بنزيمة إلى نادي الإتحاد، فيما تصدّرت مفاوضات النجم العالمي ليونيل ميسي للإنضمام إلى نادي الهلال عناوين الصحف المحلية والعالمية.
ممّا لا شك فيه أن مشروع الإستثمار والتخّصيص للأندية الرياضية ونقل ملكيتها، سيجوِّد من آلية العمل ، ويُنهي الكثير من المشكلات المتراكمة في الماضي والتي كانت سوف تتراكم لسنوات قادمة فيما لو تُرك الأمر على ماهو عليه ، ولاسيما أن الكل يعلم “حدوتة” الديون التي لا تنتهي حتى أصبحت أنديتنا “زبون” دائم لدى المحاكم الرياضية ،وغالباً ما تنتهي تعاقدات إحتراف بعض اللاعبين الأجانب أو حتى المحليين بين أروقة المحاكم.
وممّا لا شك فيه أيضاً ،أن إستقرار أنديتنا مادياً ،سيقود إلى إستقرارها الفني والذي بدوره سوف ينعكس إيجاباً على مستوى الحضور الجماهيري والسوق الإعلاني والعائد المالي من النقل التلفزيوني والتغطية العالمية لدورينا.
وقد ينتهى تبعاً لذلك ،الدعم الشرفي الذي اقتصر وبشكل حصري على الأندية الكبار، وسوف نرى بإذن الله عملاً مؤسساتياً يعتمد في المقام الأول على تنّويع منظّم لمصادر الدخل ويرفع العبء بشكل كامل عن كاهل الدولة.
إننا سوف نجني حصاد ذلك كله خلال السنوات القادمة إن شاء الله ،بحيث يكون لدينا دوري سعودي أقوى يتمنى كل لاعب أن يكون ضمنه.
كلنا أمل في أن تسير رياضتنا السعودية بخطىً ثابتة نحو العالمية.