جدة ـ ياسر خليل
توقع مستثمرون في قطاع الغذاء أن تتجاوز مصانع العصائر في السعودية أكثر من 500 مصنع بحلول عام 2030م، في ظل النمو الكبير الذي يشهده القطاع، وتضاعف استهلاك المشروبات الطازجة والمعلبة، بدافع من التطور اللافت في قطاعات السياحة والترفيه والفندقة، ومع استقبال المملكة ما يقارب من 20 مليون زائر ومعتمر وحاج بشكل سنوي.
وأكد رجل الأعمال خالد باسهل أنه على الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة عن عدد مصانع العصائر المنتشرة في أكثر من 36 مدينة صناعية سعودية خلال الوقت الحالي، إلا أن التقديرات تؤكد أنها تجاوزت 300 مصنع، توظف ما يقارب من 20 ألف شخص، وتساهم في رواج عدد كبير من القطاعات، بينها الزراعة والتجارة، كما تدعم صناعات أخرى منها الورق والبلاستيك والعديد من الخدمات المساندة، ولفت إلى أن مصانع العصائر تشكل ما يقارب من ربع مصانع الأغذية التي وصلت نهاية العام الماضي إلى 1200 مصنع تقريباً من إجمالي 3724 مصنعاً في جميع أنحاء المملكة، وفقاً للإحصاءات الرسمية لهيئة المدن الصناعية “مدن” التي وقعت 6687 عقداً صناعياً واستثمارياً، وأحدثت قفزة نوعية كبيرة في الصناعة السعودية بشكل عام والصناعات المرتبطة بالأمن الغذائي تَحْدِيداً.
وأشار الاقتصادي سليمان عطالله بطيحان البلوي أن صناعة العصائر من الصناعات المهمة في السعودية، وتشهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، نظرًا لزيادة الإقبال على استهلاكها بشكل عام، ويعود ارتفاع الطلب على العصائر في السعودية إلى عدة أسباب، منها الزيادة في الوعي الصحي لدى المستهلكين، والرغبة في تناول الأطعمة والمشروبات الصحية، وكذلك الزيادة في عدد السكان والحاجة إلى مشروبات صحية لتلبية احتياجاتهم الغذائية، وأكد أنها تعد أحد أهم الصناعات الرئيسية في المنتجات الغذائية التي بلغت 87 مليار ريال وفقاً لتقرير صادر في العام الماضي عن وزارة الصناعة والثروة المعدنية، ما يشكل 8 % من إجمالي حجم الاستثمارات في القطاع الصناعي، مبيناً أن مصانع المنتجات الغذائية نمت، وباتت تشكل 11 في المائة من إجمالي عدد المصانع في المملكة، وتساهم في توفير أكثر من 82 ألف وظيفة.
واعتبر قطاع صناعة العصائر في المملكة من أهم القطاعات الحيوية والمهمة، حيث يوفر الكثير من فرص العمل والاستثمار، ويعمل القطاع بشكل كبير على تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج العصائر المحلية وتوفيرها للمستهلكين بأسعار مناسبة، ويتميز القطاع بالتنوع والابتكار.
وأوضح المستشار الإقتصادي والقانوني هاني الجفري أن صناعات العصائر في المملكة تعتمد بشكل كبير على المنتجات المحلية، حيث يتم استخدام الفواكه المحلية مثل البرتقال والتفاح والرمان، في حين يتم استيراد بعض المواد الأخرى مثل الأناناس والمانجو والفراولة، ولتلبية الإحتياجات اللازمة لإنتاج العصائر، ولفت إلى أن الدولة تساعد قطاع صناعة العصائر عبر توفير الدعم اللازم للمصانع، وتسهيل عمليات الاستيراد والتصدير، مما ساعد القطاع على النمو بشكل كبير، نظرًا للزيادة المستمرة في الإقبال على استهلاك العصائر ومع التوسع الكبير في مشاريع السياحة والترفيه والإيواء والفندقة، متوقعاً أن يتزايد اهتمام المستهلكين بالعصائر الطبيعية.
وأكد رجل الأعمال معتصم أبو زنادة أن هيئة المدن الصناعية تقوم بعمل كبير، لكن من المهم أن تكون هناك خريطة واضحة وأرقام واضحة للمستثمرين حول الكثير من المصانع المتخصصة، مشيراً إلى أنه استناداً على المعلومات الصادرة عن هيئة الجمارك، فإن العصائر السعودية يتم تصديرها إلى أكثر من 30 دولة في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم، لافتاً إلى أنه من أهم الدول التي أشارت إليها الجمارك هي الإمارات ومصر والأردن واليمن والكويت ولبنان والبحرين وليبيا، والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفلسطين وتايلاند وسنغافورة وغينيا بيساو، وغيرها، متوقعاً أن يتجاوز حجم الصادرات أكثر من مليار ريال، وأن يشهد نمو كبير خلال السنوات المقبلة، ويصل إلى معدلات قياسية مع حلول عام 2030م.
ونوه بالدعم السخي الذي تقدمه الدولة للقطاع الصناعي بشكل عام والصناعات الغذائية، ومنها المشروبات والعصائر على وجه الخصوص، وقال: “توفر حكومتنا الرشيدة المحفزات والدعم اللازم، من أجل تعزيز الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الصناعي وتوفير فرص العمل وتحقيق التنمية الإقتصادية، ومن تلك المحفّزات برنامج دعم التصنيع الهادف إلى دعم الشركات الصناعية وتعزيز قدرتها التنافسية.