متابعات

الزراعة المطرية.. حقول تنتج البطيخ والذرة الرفيعة

البلاد ـ جدة

تمتاز منطقة مكة المكرمة بكثرة المزارع المطرية “البعلية” خُصُوصاً على المحافظات الساحلية، وتتنوع المحاصيل البعلية المزروعة مثل البطيخ والذرة والدخن والسمسم والذرة الرفيعة، كما حققت المملكة مَرْكَزاً مُتَقَدِّماً في حصاد الأمطار والاستفادة منها، بل والتفوق على نظيراتها من الدول مما وضعها في موقع الريادة العالمية، رغم أن موقعها من أقل المواقع تَعَرَّضاً لِلأمطار مقارنة بدول أخرى.

وتأتي أهمية زيادة نسبة المياه العذبة لضمان تلبية الاحتياجات الغذائية والاستفادة منها في الحفاظ على الحياة البشرية والكائنات والاستثمار الاقتصادي والسياحي وإنتاج الطاقة.

وأوضح المهندس وسيم بن عبدالله المحلبدي مدير الثروة النباتية بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة، أن الزراعة البعلية أو الزراعة المطرية، هي أحد أنواع الزراعة، التي تعتمد على مياه الأمطار بشكل أساس، وذلك لتزويد المحاصيل باحتياجاتها المائية، بعكس الزراعة المروية التي تعتمد على المياه الجوفية، في سقاية المزروعات.

وبين أن منطقة مكة المكرمة تمتاز بكثرة المزارع البعلية، خُصُوصاً على المحافظات الساحلية حيث تتنوع المحاصيل البعلية المزروعة مثل البطيخ والذرة والدخن والسمسم. وأوضح أنه توجد في محافظة جدة أكثر من 129 مزرعة تعتمد على الزراعة البعلية، ومن محاصيلها البطيخ والدخن، وفي محافظة القنفذة أكثر من 30 مزرعة، وفي محافظة الليث أكثر من 24 مزرعة.
وفي محافظة خليص أكثر من 109 مزارع تعتمد على الزراعة البعلية، ومن محاصيلها الدخن والبطيخ والذرة الرفيعة والخربز والقثاء.


من جانبه، أوضح مدير إدارة الزراعة بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس أحمد الحارثي، أن مبادرة ” تأهيل المدرجات الزراعية وتقنيات حصاد مياه الأمطار”، التي تعمل عليها وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة مكة المكرمة، تهدف إلى تأهيل المدرجات الزراعية بطريقة توازي رفع كفاءة استخدام المياه في الأغراض الزراعية، والاعتماد على مصادر متجددة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية وزيادة إنتاجية المحاصيل الإستراتيجية” وفق خطط معدة من قبل الوزارة”.

وأوضح أن المبادرة:” تعتمد على أربعة محاور أساسية، هي استصلاح المدرجات الزراعية وتأهيلها، وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار ونظم الري الحديثة، وتطوير الزراعة المحصولية، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.


وأكد أن الوزارة تقدم الدعم للمزارعين العضويين على المساحات المستغلة زراعيًا بجميع أنواع الزراعات ولجميع المزارعين العضويين؛ حيث يعتبر أسلوب الزراعة بالمدرجات الزراعية أحد أهم أساليب الزراعة التي ستساعد المزارعين في التحول من الزراعة التقليدية للزراعة العضوية، وذلك لتوفر المصادر الطبيعية النباتية والحيوانية”.


من جهته، أكد مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس ماجد بن عبدالله الخليف، أن وزارة البيئة المياه والزراعة تعمل على تطوير برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة في منطقة مكة المكرمة، وذلك باستغلال واستثمار الفرص والموارد المتاحة، إضافة إلى الاستفادة من الميز النسبية في المناطق المختلفة حسب الموارد الطبيعية والإمكانات الزراعية وعدد السكان. كما تقدم الوزارة برامج تطويرية للمزارعين المسجلين بعد مراجعة طلبات المستفيدين من القطاعات المختلفة التي يستهدفها البرنامج، ليتم بعد ذلك تقديم الدعم المادي المباشر عبر بوابة “ريف” الإلكترونية ليسهم في تنمية أنشطتهم الزراعية.

وأوضح “الخليف” أن الوزارة وفرت تطبيق ” مرشدك الزراعي” الذي يهدف إلى تسهيل وصول المزارعين بجميع مناطق المملكة لحل ما قد يواجهه من عقبات بكل يسر، من خلال الوسيلة المناسبة، عن طريق الكتابة النصية أو الاتصال المباشر المرئي بالمختصين للإجابة عن استفساراتهم، وبما يضمن سهولة التواصل والحصول على الخدمات وسرعة إنجازها عبر تمكين المزارع من التواصل مع الخبراء والمرشدين الزراعيين.

وأكد أنه من أجل زراعة ناجحة، وللوصول إلى تحقيق الأمن الغذائي ينفذ المختصون بالإرشاد الزراعي بفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة والمكاتب التابعة له جولات إرشادية دورية.

وأضاف أن الوزارة تدعم تسويق المنتجات عبر المهرجانات الزراعية، وعبر دور الجمعيات التعاونية الزراعية في المساهمة بتحقيق أهداف التنمية الشاملة؛ لتحقق العديد من الأهداف التي تدخل ضمن سياسة الوزارة، لتعزيز إنتاج واستخدام الناتج المحلي، ورفع معايير جودته وسلامته، ونشر المعرفة بالمنتجات الزراعية، وزيادة التوعية بالخيارات المتنوعة للفواكه الموسمية التي تنعم بها منطقة مكة المكرمة، فَضْلاً عن رفع كفاءة منظومة تسويق الفاكهة المنتجة محليًا في موسم إنتاجها لدعم المزارعين المحليين، وزيادة نسبة عوائدهم المالية.


وبين أن صندوق التنمية الزراعية يساهم في تقديم القروض الزراعية للمزارعين والمشاريع الزراعية لمن ليس لديهم صكوك تملك على تلك الأراضي؛ وفق نماذج مخصصة ومدروسة من الصندوق لتسهيل عملية الإقراض على المزارع بالتعاون مع بعض الدوائر الحكومية، وذلك للإسهام في تنمية القطاع الزراعي، ولرفع كفاءة الإنتاجية، وسعياً لتحقيق الاستدامة في كافة الأنشطة التي يمولها الصندوق.

يذكر أن الوزارة أصدرت كتاباً بعنوان” نتائج الدراسة التطبيقية لمحاصيل الزراعة المطرية بالجزء الجنوبي الغربي من المملكة”، وتم نشره على موقع الوزارة الإلكتروني. وتعد هذه الدراسة أول دراسة علمية عن الزراعة المطرية، وتم توثيقها بمكتبة الملك فهد الوطنية.

آليات دعم المزارعين

  1. تسويق المنتجات الزراعية
  2. تعزيز الإنتاج المحلي
  3. نشر المعرفة بالمنتجات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *