البلاد ـ جدة
يستلهم المغرمون بالتصوير الضوئي مرئياتهم من تفاصيل مختلفة، من مشاهد الطبيعة الساحرة، فمنهم من يصف حياة المزارع وما تحتويه من مراعي وحيوانات، وما يسلط الضوء على التأثير العمراني والصناعي عليها، ويحولون بعدساتهم وما يمتلكونه من إبداع تصوير، مجريات الحياة، واستعادة المشاهد القديمة بحرفية منقطعة النظير، وفي هذا السياق، يسمّى التصوير الضوئي أيضاً بالتصوير المنظوري، وكذلك الفوتوغرافيا وهي عبارة عن كلمة يونانية تعني الرسم باستخدام الضوء، ويعتبر التصوير مرادفاً كاملاً للرسم القديم، لأنه من خلال العدسة يستطيع المصور أن يستعيد المشهد كاملاً أمامه على وسط معين يمكنه من ذلك، ومن إمكانية إعادته في وقتٍ لاحق.
ويُعرف التصوير الضوئي على أنّه عملية يتمّ فيها إنتاج صور أو مناظر أو مشاهد معينة، بالإعتماد على مجموعة من التأثيرات الضوئية، بحيث تقوم الأشعة المنعكسة بتكوين خيال معين بداخل مادة حساسة للضوء تحديداً، ويتمّ علاجها فيما بعد لينتج في النهاية صورة مماثلة للمشهد أو المنظر الذي كان موجوداً.
أمّا الفيلم أو الشريط الذي يصّور بهذه الطريقة، فيتشكّل نتيجةً لمجموعة من العمليات الكيميائية المعقدة، لأنّ تعرض الفيلم للتأثير الضوئي يؤدي إلى حدوث تردّد للجزئيات التي يحملها الشريط، مما ينتج عنه شيء يُعرف بالمستحلب، الذي يتضرر في حال تعرضه للضوء، لذلك يتمّ وضعه داخل مواد كيماوية تسمّى بالمنظورية، وفي النهاية فإنّ منظر الصورة أو الفيلم نفسه قد يختلف من مصور لآخر باختلاف التصميم الذي اعتمده، ومن هنا يستطيع كل منهم نشر وجهة نظره بتصميم مختلف يعبر عنها.
تستخدم فتحة العدسة وبعدها البؤري، وكذلك مدة التعريض؛ للتحكّم في كمية الضوء الواصلة للفيلم أو الحساس الكاميرا، وهذا يعني أنّ التحكم في أيٍ من الأمور السابقة يعني التأثير والتغيير في التعريض، علماً بأنّ الكاميرات الحديثة مزوّدة بتعريض آلي، يعمل بشكل أوتوماتيكي، وهذا الأمر جيد للمستخدمين غير المحترفين، ويطلق على مدة التعريض سرعة الغالق، وتحسب بالثانية وأجزائها.
أهم أنواع الكاميرات
تقسّم الكاميرات إلى كاميرات معروفة باسمّ 35 mm، وهي عبارة عن كاميرات خالية من المعالج الإلكتروني للتأثيرات الضوئية؛ لأنّ الفيلم وتحسسه للضوء، وكذلك سرعة الغالق هم المقياس، علماً بأنّ بعض أنواعها تستخدم أفلاماً سالبة للعمل، والتي تتغير فيها الألوان ما بين الأسود والأبيض، أو تعمل بأفلامٍ ملونة تتضمن التغيير من الأحمر إلى الأخضر. وحتى يتمّ استخراج الصور الواقعية، يتمّ أولاً إعادة التصوير للفيلم في معمل معين؛ لتنتج هنا الصورة الموجبة، علماً بأنّه في سبعينات القرن المنصرم، اختُرعت أفلام تعمل على إنتاج الصور الواقعية كما هي بألوانها الواقعية ضمن عملية أو جلسة تصوير واحدة فقط، إضافةً لما يعرف بالكاميرا الرقمية التي تتضمن الحساس، وتنتج من خلاله صورة واقعية وموجبة في الوقت ذاته، وكاميرات الـ SLR، التي تمتلك عدسات أحادية عاكسة، وهي الأكثر تطوّراً واحترافية.