بالأمس ذهبت الى مقهى في حديقة أحد الفنادق الكبري تعودت الذهاب اليه، فوجدت المكان وعلى غير العادة ، قد تحوّل الى صخب وضوضاء وغير نظيف . فهناك شاشة عملاقة تبثّ مباراة في كرة القدم وفي الجانب الآخر فرقة موسيقية أجنبية تعزف موسيقى الجاز والسماعات المنتشرة في المكان تطلق موسيقى أخرى متضاربة فاختلط الحابل بالنابل وتاهت بل اضمحلت الأجواء المريحة والرومانسية المعتادة في المكان ..
إدارة المرافق والأمكنة تحتاج الى رؤية وإستراتيجية وذكاء لتصميم الأجواء المحيطة الخاصة بشخصية ووظيفة المكان والتي تلبّي إحتياجات العملاء وتغريهم لمعاودة التردّد عليه والعودة إليه ومن هذه الأمكنة المطاعم والمقاهي والفنادق والأسواق العملاقة والمولات وحتي المستشفيات والمنازل والشقق السكنية والغرف الخاصة يجب أن تصمم لها أجواء محيطة خاصة بها تعبّر عن وظيفتها وشخصيتها وتلبي إحتياجات روادها وعملائها وساكنيها .
ويدرك الكثير من المطاعم والمقاهي أهمية عودة عملائها إليها وتكرار زيارتها ليس بسبب جودة الأكل أو الشراب فحسب بل هناك أسباب أخرى متعددة مثل التجربة المتكاملة لتناول الطعام ورقي الخدمات والجو العام للمكان من روائح عطرية وإضاءة وألوان وموسيقى وأثاث وكراسِِ مريحة .. وحرفية مقدمي الخدمة ونظافة وترتيب المكان حيث لا يمكن تجاهل هذه العناصر ومدى تأثيرها على نفسية العميل وحواسه مجتمعة من نظر ورائحة وطعم وإسترخاء وراحة بال وإستمتاع .
وفي هذه العجالة يجب أن لا يفوتني أن أسلّط الضوء أيضا على أهمية تصميم الأجواء العامة فى منازلنا بصرف النظر عن كونها منازل مستقلة أو شققا سكنية حيث أشدد على أهمية الإستعانة بخبراء التصميم الداخلي والديكور لوضع لمساتهم وخبراتهم في ترجمة إحتياجات الساكنين لوظائف الغرف والمرافق المتعددة في المنزل والأجواء الخاصة بكل غرفة وإستعمالاتها وأثاثها وأدواتها بتناسق نفسي وروحي يفضي الى الراحة والهدوء والإستمتاع ويجب ألّا يشعر ساكن المنزل بالغربة وهو ينتقل من مكان الى آخر أو من غرفة الى أخري داخل المنزل الواحد.