رياضة مقالات الكتاب

الوحدة وجمالها!

بين عراقة التاريخ وجمالية الحاضر، وتحديداً في الوصول لنهائي أغلى الكؤوس” كأس خادم الحرمين الشريفين” حتماً ستجد علاقة جميلة تتمثل في تواجد” اسم” واحد فقط وهو نادي” الوحدة” لامعاً كلمعان الكأس الغالية، فهذا الأمر ليس من باب المبالغة أو الاستنقاص من الطرف الآخر وهو ” الهلال ” الذي تزعم البطولات وانفرد بالإنجازات، ولكن هذا هو” التاريخ”. فقد يكون نهائي الجمعة مختلفاً تماماً عن سابقيه، لسبب مهم وهو تواجد فريق” الوحدة” كأحد طرفيه، فهنا سيحضر التاريخ أولاً، وتحضر الأولويات، فهذا الكيان العتيق هو صاحب الأوليات التاريخية، التي لا يمكن لأي ناد أن يحققها، أو يفكر من الاقتراب أو المساس بها. فالأوليات صعبة ومستحيلة، ولا تحدث إلا مرة واحدة فقط، ففرسان مكة هم أول من سجلوا بماء الذهب تاريخ هذه البطولة، وهم من حملوا أول كؤوسها، فهذا والله الحدث الاستثنائي الحقيقي، الذي لا يمكن هدم أسواره وتكراره. فهذه ” الملكية” الصادقة التي تُبني على معيار صحيح، وهو تحقيق أول الكؤوس الغالية، وهذه أيضاً الوثيقة الدامغة التي تُركز أقدمية التأسيس في معقلها الصحيح، ومن حق جماهير الوفاء الوحداوي الفخر والافتخار، وأن يملأوا المكان” إقناعاً” بهذا الواقع الجميل، والمرير في الوقت نفسه، على متسلقى التاريخ الذين يحاولون دوماً الاستنقاص من الثوابت التاريخية، وبالتأكيد سيكون الأجمل جداً لو استطاع الفرسان انتزاع اللقب وإسعاد جماهيرهم التي حتماً ستزحف بكل العدة والعتاد لمؤازرة فريقها وسيرددون خلف عميدهم الأهزوجة الأشهر” الكأس الأول احنا عرفناه، ولو عنا طول بالعزم نلقاه” نعم يا عم” عاطي الموركي” الكأس عنكم طول ولكن بعزم رجالكم قد يتحقق ويكون يوم الجمعة يوم اللقاء.
فبعيداً عن الأمور الفنية فلقاءات الكؤوس” تكسب ولا تلعب” قد يكون هنا فارق فني بين الفريقين، وهذا حتماً موجود في عالم كرة القدم، ولكن الإصرار على التحقيق قد يحدث المستحيل، فالتفاصيل الصغيرة هي لعبة الداهية ” سييرا ” الذي استطاع الإقناع بأقل الإمكانات البشرية، ولعل مباريات الأدوار السابقة من هذه البطولة تحديدًا خير شاهد على هذا الأمر، فبرغم التباين في المواقف الذي يعيشه المشجع الوحداوي بين موقع الفريق في الدوري ” المخيف” الذي ارتكز قليلاً بعد انتصاره الأخير على العدالة، وبين الرغبة والطموح بأن يكون هذا الموسم يحمل منجزاً وزيادة في عدد البطولات الذي توقف كثيراً ولسنوات طوال.
ولكن الجميل حتماً أن يكون هذا الكأس” إن تحقق” قاعدة بناء لمواسم مقبلة يستفيد منها الوحداويون، ومع الدعم الكبير المقدم من وزارة الرياضة لعودة الفرسان للمنافسة الحقيقية على كل البطولات وإجبار سجلات البطولات على تسجيل اسم الوحدة دومًا في مقدمة الأسماء ولا يكون كابوس ” الصدفة ” حاضراً والانتظار لسنوات مديدة، لتحن عليهم مرة أخرى.
وأجمل الأمور فعلياً هو سيطرة اللون الأحمر والأبيض على مدرجات ملعب ” الجوهرة ” وإرسال رسائل للقاصى والداني بأن هذا هو جمهور” الوحدة ” أعرق وأوفي وأقدم من عرفته المدرجات، حتى وإن أجبرته الغيابات، إلا أن في حضوره يختفى الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *