متابعات

قصور الطائف.. إرث تاريخي عريق

البلاد – الطائف

حينما يسطع في الذاكرة،إسم الطائف تتداعى مشاهد الهدا، وبساتين الورد، والأسواق الشعبية والحواري العابقة بنكهة التاريخ والأصالة، فَضْلاً عن بانوراما الطقس المعتدل الذي يعدّ بوصلة جذب لآلاف السياح والزوّار من داخل وخارج المملكة، والذين يوجهون بوصلتهم لزيارة هذه المدينة الساحرة، وليس هذا فحسب، بل إن الطائف بها مخزون تاريخي عريق يتمثّل في القصور التاريخية، التي ما زالت تقف شاهداً على جماليات العمارة ورونقها الأصيل.

وفي هذا السياق ارتبط الورد الطائفي بعلاقة وثيقة بأهل الطائف منذ زمن بعيد من خلال مهرجان “طائف الورد” الذي أطلقته وزارة الثقافة بالتعاون مع أمانة محافظة الطائف، وبدعمٍ من برنامج جودة الحياة منذ أيام في نسخته الثالثة، ليسهم بذلك في إضفاء الرونق والبهاء للمحافظة.


ويقام على هامش المهرجان عدد من الفعاليات التي تهدف إلى تعّميق ثقافة الورد الطائفي للزوار والسائحين من مختلف دول العالم؛ وتجعل منه داعماً إقتصادياً من دعامات التنمية المستدامة في المملكة، حيث أتاحت الفرصة للزائرين بالتنقل في ميادين الطائف لاكتشاف الإرث التاريخي الذي عاشه الورد الطائفي في أحضان القصور التاريخية منذ أكثر من 300 عام، كما يمكن للزوار من خلال تجولهم إلتقاط صور تذكارية لقصر الكعكي الذي زُيّن بعروض تفاعلية خصصت فيه توزيعات إبداعية فنية تقنية بعدد من اللوحات المختلفة، والرسوم الفنية التشكيلية والنباتية المتنوعة، شملت الوجهات الأمامية، والأعمدة والعقود الخارجية، والقباب الرواشين المزخرفة، لتضفي للزائرين نظرةً على جمال ملامح العمارة الحجازية في الطائف والممزوجة بالعمارة الرومانية، التي تعتمد في هويتها الخارجية على زخارف هندسية جصية وحجرية فنية مميّزة، ومنحوتات خشبية، تحيطها بساتين غنّاء، وتجمّلها برك ونوافير المياه الكبيرة على واجهات القصور المشييّدة من الأحجار المحلية والأخشاب من خشب الماغانو “الزان” وخشب العرعر الطائفي، والنورة والبطحاء.


وتحتضن محافظة الطائف قصوراً تراثية دلت على المكانة الاقتصادية التي كانت تعيشها المحافظة في تلك الحقبة الزمنية، انعكست على ثقافة المدينة في البناء المعماري، حيث تشتهر المحافظة بالعديد من القصور مثل قصر الكاتب وقصر جبرة، وقصر الصبان، وقصر الكعكي، وقصر البوقري، وقصر الدهلوي، وقصر القامة، التي أعطت طابِعاً جَمالِيّاً مُخْتَلِفاً.


ويعتبر ” قصر الكعكي الذي بني عام 1358هـ من هذه القصور التاريخية العريقة، ويقع في حي السلامة في أمام مبنى مديرية الدفاع المدني من جهة الشمال، يحده من الشرق شارع أبي جعفر المنصور، ومن الغرب شارع القرطبي، ومن الشمال شارع السيوطي، ومن الجنوب شارع سلامة، حيث تم الاستعانة بالعمال المحليين والمهندسين لرسم الهيكل العام وكروكي المساحة من الداخل والخارج، حيث يتكون القصر من ثلاثة طوابق، تحتوي على 40 غرفة، و 10 دورات مياه، و 6 مطابخ، وقد شيد على الطراز المعماري الروماني الذي شاع في المدن العربية في أوائل القرن العشرين الميلادي، وللقصر مساحات داخلية واسعة، يقابلها ديوان ملحق تخرج منهما سلالم للأعلى، فيما يتشكل داخله من الأطراف والجوانب والجدران المصنوعة من الحجر والرخام والنورة، ويجاور القصر بستان تزرع فيه الفواكه والخضروات والزهور يمتد باتجاه الشمال والشمال الشرقي، كما يوجد فيه بئر كان يزود القصر بالمياه العذبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *