الرياضة

القيصر فرانز بيكنباور.. صانع السعادة للألمان لاعباً ومدرباً

البلاد – محمود العوضي

فرانز أنطون بيكنباور.. أحد أعظم لاعبي كرة القدم والمدربين على الإطلاق. حقّق مع منتخب بلاده وناديه بايرن ميونيخ كمًّا هائلًا من الإنجازات الرياضية؛ أهمها الفوز بكأس العالم مدرّبًا ولاعبًا. أكسبته صفاته القيادية ومهاراته التي لا مثيل لها في الميدان لقب Der Kaiser ولا يزال يحظى بالاحترام كرمز وأسطورة من أساطير كرة القدم.

بدايته
ولد فرانز بيكنباور في 11 سبتمبر 1945 في ميونيخ بألمانيا. عندما كان طفلاً صغيراً ، طور شغفه بكرة القدم وانضم إلى فريق شباب بايرن ميونيخ. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يترك الشاب بصمته، وسرعان ما تمت ترقيته إلى الفريق الأول، حيث لعب دورًا أساسيًا في نجاح النادي. في فترة الست سنوات التي قضاها مع بايرن ميونيخ، فاز بيكنباور بثلاثة ألقاب في الدوري الألماني، وثلاثة كؤوس أوروبية متتالية منذ عام 1974 إلى عام 1976م.

كلاعب.. كان بيكنباور معروفًا بتعدد استخداماته وذكائه ورباطة جأشه على الكرة. لعب كمدافع مركزي، ولاعب خط وسط دفاعي، وحتى كلاعب حر. توافقت قدرته الفنية ورؤيته على أرض الملعب مع صفاته القيادية، وكان قائدًا لكل من بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني خلال مسيرته.

 

خارج الملعب
اشتهر بيكنباور بشخصيته الجذابة وإسهاماته في تطوير كرة القدم. لعب دورًا أساسيًا في إنشاء الدوري الألماني عام 1963م، مما ساعد على إحداث ثورة في كرة القدم الألمانية ، ولعب دورًا رئيسيًا في تأمين حقوق استضافة ألمانيا لكأس العالم 1974 وكأس العالم 2006.


إنجازاته
شهد عام 1964م أول ظهورٍ لبكنباور مع بايرن ميونيخ، فشارك ضمن التشكيلة الأساسية للفريق رفقة بعض اللاعبين البارزين مثل جيرد مولر وسيب ماير، فشكّل هذا الثلاثي نواة الفريق الذي اكتسح المنافسات المحلية والقارية في سبعينيات القرن الماضي.

 

ثورة تكتيكية
شغل بكنباور في فريقه مركز المدافع القشاش sweeper، ولكنّه لم يكتفِ بأداء واجباته الدفاعية الاعتيادية، فأحدث ثورةً تكتيكيةً، عندما شارك رفاقه في المهام الهجومية، فابتكر بذلك مركزًا جديدًا أُطلق عليه الليبرو libero.

 

مسيرته مع الأندية
قاد بكنباور فريقه إلى تحقيق المجد المحلي والأوروبي، ففاز ببطولة الدوري الألماني أعوام 1969، و1972، و1973، و1974م، وحقّق لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات على التوالي بين عامي 1974 و1976م، ونتيجةً لهذا التألق أطلقت عليه الجماهير الألمانية لقب “القيصر Der Kaiser”. وقد نال بكنباور جائزة أفضل لاعبٍ ألماني أعوام 1966، و1968، و1974، و1976م.

في عام 1977م، انتقل بكنباور إلى صفوف فريق نيويورك كوزموس الأمريكي؛ ليلعب بجوار النجم البرازيلي بيليه. وهناك استطاع الفوز بلقب دوري الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث مرات، ليعود بعدها إلى ألمانيا وينضم إلى فريق هامبورغ الألماني لمدة عامين.


مسيرته الدولية
بدأت مسيرة بيكنباور الدولية عام1965م، خاض بيكنباور مع المنتخب الألماني 103 مباريات، سجل خلالها 14 هدفًا، مثل المنتخب الألماني خلالها في 3 بطولات لكأس العالم. كان بكنباور لاعبًا جوهريًا لا غنى عنه في تشكيلة المنتخب الألماني. ففي عمر الحادية والعشرين، شارك لأول مرةٍ في بطولة كأس العالم التي أقيمت في إنجلترا سنة 1966، وساعد زملاءه لبلوغ المباراة النهائية التي خسرها أمام المنتخب الإنجليزي في الأشواط الإضافية، بعدما احتسب الحكم هدفًا غير صحيح للمنتخب المضيف.

وبعد أربعة أعوام، عاد بكنباور ليشارك في كأس العالم سنة 1970، فقدم أداءً متميزًا وتمكن رفقة زملائه من الثأر من المنتخب الإنجليزي، فأقصوه من البطولة بعد الفوز عليه بثلاثة أهداف لهدفين. وفي دور نصف النهائي، واجه الألمان خصومهم الإيطاليين، فخاض الفريقان ملحمةً كرويةً لا تنسى، انتهت نتيجتها بخسارة المنتخب الألماني بأربعة أهدافٍ مقابل ثلاثة.

لم تؤثر الهزائم السابقة على عزيمة بكنباور، فعاد مجددًا للمشاركة في كأس العالم التي أقيمت في ألمانيا عام 1974م، وكان هدفه الرئيس حينها تحقيق اللقب على أرضه. وقد نجح رفقة زملائه ماير ومولر وبرايتنر في قيادة المنتخب إلى المباراة النهائية، التي واجه فيها المنتخب الهولندي بقيادة النجم يوهان كرويف. كانت المباراة صعبةً على الألمان، إذ توجب عليهم مواجهة أسلوب “الكرة الشاملة” للمنتخب الهولندي، ولكنّهم تمكنوا من هزيمته بهدفين لهدفٍ واحد، فتوّجوا باللقب الغالي.

مسيرته التدريبية
اعتزل بكنباور لعب كرة القدم سنة 1981م، لكنّه عاد بعدها بثلاثة أعوام ليتولى مهمة تدريب المنتخب الألماني. ورغم عدم وجود أي خبرةٍ تدريبيةٍ مسبقة، نجح بكنباور في قيادة المانشافت إلى المباراة النهائية في كأس العالم عام 1986، والتي انتهت بخسارته أمام المنتخب الأرجنتيني 2/3. وبعد مرور4 سنوات، استطاع بكنباور الانتقام من الأرجنتين حين هزمها في نهائي مونديال إيطاليا 1990.

وهكذا أصبح بكنباور الشخص الثاني الذي يتوج بلقب كأس العالم لاعبًا ومدربًا بعد البرازيلي زاجالو. وبعد انتهاء كأس العالم، انتقل بكنباور لتولي إدارة فريق مرسيليا الفرنسي، ثم عاد بعدها مدربًا لبايرن ميونيخ، وقاده لتحقيق بطولة كأس الاتحاد الأوروبي عام 1996.

بعد اعتزال التدريب، شغل بكنباور منصب رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، ثم أصبح رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم 2006 في ألمانيا، والسفير الرياضي لهذا الحدث العالمي. وفي عام 2009م، عُين بكنباور رئيسًا فخريًا لنادي بايرن ميونيخ، وهو ما يزال يشغل هذا المنصب حتى وقتنا الحالي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *