لا أشك أن الأحداث والكوارث الدامية التي شملت العديد من الدول العربية والإسلامية في الآونة الأخيرة، والتي نتج عنها مآسِِ عديدة، تمثلت في القتل والتشّريد والنزوح لاشك أنها آلمت وتؤلم كل مواطن عربي ومسلم على وجه البسيطة.
ولعلّ من يدقّق في نشوء تلك الأحداث وتفاقمها ،يجدها تنطلق من حب الزعامة والصراع على السلطة، بعيداً عن مصلحة تلك الشعوب، وأمنها وأمانها واستقرارها.
ومن نماذج هذه الأحداث المؤلمة والمؤسفة في الوقت نفسه، والتي ذهب ضحيتها آلاف القتلى والجرحى من المواطنين العزل، ما جرى ويجري في جمهورية السودان الشقيقة أخيراً، من إشتباكات مسلّحة بين قوتين عسكريتين، يسعى من يمثل كل منهما الحصول على السلطة والضحية هم آلاف القتلى والجرحى من المواطنين العُزّل. إضافة إلى التشريد والنزوح المستمر؛ بحثاً عن الأماكن الآمنة.
نسأل الله للشعب السوداني الشقيق السلامة والخروج من هذه المحنة بما يعيد عليهم أمنهم وسلامتهم، وأن يلهم القوى المتصارعة ومن يدعمها العودة الى طريق الرشد والصواب، باعتبار الحرب التي يقودونها لا تخص أو توجه لعدوٍ بعينه، بقدر ما هي موجهة لبني جنسهم والمساس بهويّتهم وعروبتهم الأصيلة، ومخالفة للدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو للتآلف والمحبة والأخوة والتعاون والوئام، بعيداً عن الصراعات المذهبية والمقاصد الشخصية والزعامات المصطنعة.
ومجمل القول أن أحداث السودان وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة، تُثبت للعالم بأسره بأن المملكة العربية السعودية هي بحق مملكة الإنسانية لمواقفها المشرّفة والإنسانية مع تلك الشعوب، نتيجة لما أصابها من محن وكوارث وحروب ومآسِِ.
ولعل موقف المملكة حيال الحرب التي جرت وتجري في السودان حالياً، بين القوتين العسكريتين، وكان من نتائجها القتل والتشريد والنزوح والجرحى الذين ضاقت بهم المصحّات والدور الرائد والمشرّف الذي قامت به المملكة ممثلة في قيادتها الرشيدة يثبت أنها السباقة – دائماً – لكل خير كعادتها سياسياً وإنسانياً، والمتمثل ذلك في تجهيزها العديد من أساطيلها الجوية وسفنها البحرية، لإجلاء الرعايا الأجانب من السودان على مختلف جنسياتهم إلى موانئ المملكة ومطاراتها بطريقة سهلة وسلسة وميسرة، أشاد بها القريب قبل البعيد، ومن ثم ترحيلهم إلى بلدانهم في راحة واطمئنان.
خاتمة:
الموقف الذي قامت به المملكة ممثلاً في قيادتها الرشيدة وولاة الأمر – يحفظهم الله – والمتمثل في عملية إجلاء المواطنين الأجانب من السودان، إلى المملكة عبر أسطولها الجوي وسفنها الحربية إلى موانئ المملكة ومطاراتها ومن ثم إلى بلدانهم موقف غير مسبوق في عالم الإنسانية، وبات حديث العالم ووسائل الإعلام تعتز به المملكة حكومة وشعباً في خدمة الدول الشقيقة والصديقة، إضافة إلى مساعيها الدائبة والحثيثة في إيجاد حل لأزمة الحرب، في ظل حكومة يرتضيها الشعب تحقق له آماله وطموحاته في استقرارٍ آمن وحياة كريمة، بعيداً عن النزاعات والاختلافات التي كانت سبباً في مثل هذه الحرب وغيرها من الأسباب التي أدت إلى تأخير نهضة البلاد الغنية بالثروات والموارد الثريّة متعددة الأنواع.
نبض الختام:
تظل السعودية قيادة وشعباً سحائب هاطلة بالخير والإنسانية لكافة الشعوب الشقيقة والصديقة ومرجعاً يُعوَّل إليه في حل المشكلات والمهمات الصعبة بإذن الله.
وبالله التوفيق .