اجتماعية مقالات الكتاب

هل سوق العمل جاذب

في البداية عزيزي المهني دعني ابدأ بهذا السؤال :هل سوق العمل جاذب للمواهب والكفاءات المحلية والدولية؟
وهل نجح في أن يوفّر فرص عمل وحياة كريمة للمواطنين، وأن يستشرف للمستقبل، ويعزز كفاءة لاقتصاد وتنوعه ؟
أعزائي أنا لا أنكر دور واجتهادات وزارة الموارد البشرية في توّطين كثير من القطاعات والمهن، وتنوع في تقديم أنماط عمل جديدة، كرخص العمل الحر، و الإلكتروني ..الخ، واستحداث منصّات ومبادرات للتوظيف والكثير لتعزيز التنمية البشرية.

ولكن نحن بحاجة الى تنظيم وتطوير في سياسات العمل، فهي أهم حتى من مبادرات التوظيف الذي في الغالب يكون لقطاعات متدنّية الأجر أو بدائية غير جاذبة ،وفي الحقيقة لا جدوى فعلية من توطينها، رغم أنها أيضاً متاحة لمن أراد العمل بها .
نحن بحاجة إلى التنظيم فمتى ما كانت هنالك سياسات مجدية وبنّاءه في سوق العمل، نجحت مستهدفات منظومة العمل.

نجاح سوق لا يعني فقط ” إنخفاض البطالة”، بل باستقرار وتطور ونمو الحياه المهنية، التي تعزّز مسيرة تنمية البشرية والإقتصادية.
وكيف يكون سوق جاذباً، والى الآن لم تحل العديد من الإشكاليات، مثل الإجازة الأسبوعية، وساعات العمل ، و عدم الموازنة في توظيف الرجال والنساء، وسن التقاعد الواحد للجنسين، وإنهاء العقود من قبل المنشآت ، ناهيك عن غياب الشفافية في التوظيف، والترقيات لدى كثير من المنشآت، وضعف المرتبات وتأخرها، وأمور اخرى

هي بحاجة إلى إصلاحات جذرية في القطاعين العام والخاص، سوق العمل لدينا متأخر عن بقية الأسواق ،من كافة النواحي لايوجد إبتكار، وتحوّل جوهري في القرارات، ولم يتم تنفيذ إصلاحات على بيئات العمل، هنالك عدد كبير من المؤسسات منفّرة للشباب، ولايوجد طريق وظيفي واضح للشباب من ترقيات وذلك لعدم وجود مراقبة للمنشآت من ناحية بيئة الموظفين.
ولذلك اقترح أن يتم إستحداث هيئة، وأن يطلق عليها (هيئة سوق العمل) تكون مستقلة تُعنى بتطوير سوق العمل، والبيئة المهنية، وحقوق الموظفين، ومراقبة الجهات ومحاسبتها، لصالح الموظفين، وهذا سيسهل الأمر أكثر على وزارة الموارد البشرية التي باتت مسؤوليتها كثيرة، ولم تستطع أن توجد حلول خلّاقة.

وأن تستحدث الهيئة برامج وخطط لمتابعة الموظفين، وأن تكون هنالك نقاط للمنشآت التي تقدم للموظفين بيئة عمل مهنية وصحية وأن يتم تقديم للمنشآت التي تحقق الأهداف مميزات، مثل تخفيضات في الرسوم الحكومية، والأمور التي تحتاجها المنشآت.
سوق العمل يجب أن يكون محدّثاً، ومتطوراً، ومبتكراً، ويسلّط الضوء على كل شي، وليس أن يزف الخريجين فقط إلى المنشآت، وخاصةً حالياًعلينا الإسراع في وضع حلول، لنوجد بيئة عمل صحية، ومحفّزة للجميع وذلك من أجل أن نكون مستعدين أن نكون مقراً إقليمياً، يحتضن كبريات الشركات الأجنبية والمحلية، فسوق العمل هوعاكس للمخرجات العلمية والسوق المالي، هو عصب تطور وتقدم أن الوقت ليكون سوقاً جاذباً.

ayalrajeh@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *