متابعات

قراءة في كتاب معجم اللهجة العامية بالمذنب

البلاد ـ الرياض

أثرى الباحث صالح بن عبدالله بن عبدالرحمن السعيّد، المكتبة اللغوية السعودية بكتاب عن لهجة أهل محافظة المذنب بمنطقة القصيم.
ويتكون هذا العمل من 553 صفحة من القطع المتوسط بعنوان “معجم اللهجة العامية في المذنب وصلتها بالفصحى” الجزء الأول من حرف الألف إلى حرف الثاء. وألمح المؤلف لأهمية المذنب بوصفها واجهة سياحية؛ مُبَرْهِناً ذلك بزيارات المستكشفين الأجانب لها قَدِيماً أمثال فورستر سادلير، ولوريمر، وهاملتون، وسانت جون فلبي، ووليم شكسبير، وليتشمان. وأفاد أن من أهم معالمها التراثية والسياحية البلدة القديمة، وسوق المجلس، وبقايا سور العقدة والكبوش، ومتحف الغيلان الأثري، ودار الحسياني للتراث، ومركز الأمير سلطان الحضاري، ومتنزهات البحيرة والنافورة والمانعية وخرطم وخريطم، وبحيرة المصيّة، والواحات شرق المحافظة في نفود صعافيق. وانتهج المؤلف في كتابه نهج الاستقصاء، حيث جمع أكثر من عشرة آلاف كلمة، ورتبها على حروف الهجاء، وكتبها كما قرأها في الوثائق القديمة، أو سمعها من أفواه الرواة، وشكّلها وضبط حركات حروفها، إلا أنه لم يتطرق لصفاتها الصوتية بحجة وجود بعض الكتب المتخصصة في ذلك، كما قام بعمل فهارس تخدم الكتاب مثل: فهرس الكلمات العربية الفصيحة، وفهرس الكلمات قليلة الاستعمال، وفهرس تصنيف الكلمات الأجنبية التي دخلت على اللهجة العامية في المذنب. وذكر أصل الكلمات، وهل هي فصيحة أو دخيلة على العربية من اللغات الأخرى كالفارسية والتركية والسريانية والآرامية والهندية والحبشية والقبطية وغيرها، كما شرح معنى كل كلمة شَرْحاً مُخْتَصَراً مع الاستشهاد بالشعر الفصيح والعامي والحكم والقصص والأمثال، ووعد القراء بأجزاء أخرى تشمل ما تبقى من حروف الهجاء المكوّنة للمعجم العربي.
ومما يستوقف القارئ أن المؤلف شرح بعض الكلمات العامية بعامية مثلها، يقول: “كتبت الكلمات العامية بلهجة أهلنا مثلما سمعتها منهم، وزيادة في التوضيح استخدمت كلمات وعبارات عامية في الشروح”.
يذكر أن مادة المعجم لا تقتصر على محافظة المذنب فحسب، ففيها لهجة أهل القصيم، وجانب من لهجة أهل نجد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *