خلال الأسابيع القليلة الماضية غمرتنا أجواء فرح غير عادية بداية بقدوم شهر رمضان المبارك وإنتهاءً بأفراح العيد والتي كانت مكافأة لجميع المسلمين في أنحاء المعمورة على صيامهم وقيامهم خلال شهر رمضان هذه الأفراح كانت شديدة التأثير والقوة لا يعدلها فرح في هذا الكون كله.
ولكن البشر بحاجة الى أفراح متواصلة لجميع أيامهم خلال رحلة الحياة فهي الوقود والدافع لصحة نفسية تساعد على الإبداع والإنتاج ومكافحة الأمراض
وبناء أجيال تعمر الكون بصحة نفسية وعقلية وجسمانية تقود الى النجاح في جميع مناشط الحياة صغاراً وكباراً ، ونجد صعوبة بالغة في التفريق بين الفرح والسعادة حيث أنهما صنوان في التأثير على النفس البشرية وأري أنهما يقودان الى نفس النتيجة وهي بهجة الحياة .
الفرح يجعل من البشر أكثر مرونة في التعاطي مع منغّصات وصعوبات الحياة ويمدهم بالقوة المقاومة للإحباطات وبالتالي تقلّ أو تضمحل الضغوط النفسية عليهم وهذا يجعلنا نستمتع بصحتنا وحياتنا بشكل أكبر. الفرح تأثيره يدوم بدوام الحال والحياة فهو مشاعر روحية ونفسية تفاعلية يمكن تحقيقها بالعطاء والدعم ومساعدة الآخرين والإحساس بالجمال والأمن والسلام والهدوء والطمانينة .
أما السعادة فهي مرتبطة بتحقيق حلم أو تجربة أو هدف يتحقق فيها الشعور والإحساس بالإنتصار . فالسعادة شعور فردي ينتهي بإنتهاء تحقيق الهدف أو إمتلاك الأشياء
وتجدر الإشارة الى أن هناك من يرى أن التكنولوجيا تسبّبت في قطع أواصر التلاحم والعلاقات الإنسانية حيث جنحت البشرية الى التعبير عن المشاعر والإنفعالات الإنسانية عبر التطبيقات ووسائط التواصل الإجتماعي لذلك يرون أن هناك إنتقاصاً في جرعات الفرح التي يمكن تحقيقها بوتيرة يومية .
إلا أنني أرى أن إرتباطنا بالتكنولوجيا يحقّق العديد من الإيجابيات منها التواصل المستمر مع الأحباب ومساعدة الآخرين عبر التطبيقات والإحساس بالحرية والعدل في التعبير عن الرأي ومكنونات النفس إلى جانب البحث عن تجارب جديدة لتحقيق البهجة في الحياة من خلال ممارسات وطقوس يومية تحقّق السعادة والفرح والحبور المتواصل.