متابعات

الدبلوماسية السعودية تحفظ الأمن وتعزز السلام

البلاد – جدة

دور مهم تلعبه المملكة في حفظ الأمن والسلم الإقليميين والدوليين؛ لما تتمتع به من مكانة كبيرة بين دول المنطقة والعالم، فضلاً عن سيرها وفق دبلوماسية متوازنة، هدفها تحقق الأمن والاستقرار وإحلال السلام، بدليل طرحها للعديد من المبادرات الرامية لرأب الصدع بين الدول المتناحرة وأبناء البلد المتصارعين لإنهاء الحرب وحل النزاعات في إطار سلمي، باذلة جهوداً كبيرة للغاية لإغلاق ملفات الأزمات المختلفة عبر حلول ترضي جميع الأطراف، وتحقق المصالح العليا لشعوب المنطقة، وتقطع الطريق على الطامعين في خيراتهم.
وتأكيداً على ذلك، دعت المملكة المكون العسكري وجميع القيادات السياسية في السودان إلى تغّليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة، وتوحيد الصف بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق، ومن ذلك الاتفاق الإطاري الهادف إلى التوصل لإعلان سياسي يتحقق بموجبه الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي والازدهار للسودان وشعبه الشقيق، كما أعربت وزارة الخارجية عن قلق المملكة البالغ جرّاء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع في جمهورية السودان الشقيق. وأجرى سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اتصالين هاتفيين، مع كلٍ من رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق الأول الركن عبدالفتاح البرهان، ونائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو. وجرى خلال الاتصالين بحث الأوضاع الراهنة في جمهورية السودان، حيث أكد سمو وزير الخارجية على دعوة المملكة للتهدئة، وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري، بما يحافظ على مقدرات ومكتسبات السودان وشعبه الشقيق. وشدّد سمو وزير الخارجية خلال محادثاته مع الطرفين، على أهمية العودة إلى الاتفاق الإطاري، الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق، ما يؤكد السعي الحثيث من قبل المملكة لتهدئة الأوضاع وتحقيق السلام.

العلاقات السعودية الإيرانية
في خطوة مهمة لتطوير العلاقات الثنائية، أكدت المملكة وإيران أهمية متابعة تنفيذ اتفاق بكين وتفعيله، بما يعزز الثقة المتبادلة ويوسّع نطاق التعاون، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للبلدين والشعبين وفي المنطقة، حيث أشار البيان المشترك الصادر في ختام مباحثات الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في العاصمة الصينية بكين، إلى اتّخاذ خطوات دبلوماسية لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين البلدين الموقَّعة في 2001م، وكذلك الاتفاقية العامة للتعاون الموقَّعة في عام 1998م.
وجدد الجانبان الاتفاق على إعادة فتح بعثتيهما الدبلوماسيتين خلال المدة المتفق عليها، والمضيّ قدماً في اتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح سفارتي البلدين في الرياض وطهران، وقنصليتيهما العامتين في جدة ومشهد. واتفقا على مواصلة التنسيق بين الفرق الفنية لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية، والزيارات المتبادلة للوفود الرسمية والقطاع الخاص، وتسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين بما في ذلك تأشيرات العمرة. وعبّر الجانبان عن تطلعهما إلى تكثيف اللقاءات التشاورية وبحث سبل التعاون لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية لعلاقاتهما، بما يخدم مصالحهما المشتركة، كما ثمّنا استضافة جمهورية الصين الشعبية لهذا الاجتماع. وذكر بيان سابق، أن سمو وزير الخارجية جدّد الدعوة الموجهة إلى نظيره الإيراني لزيارة المملكة وعقْد اجتماع ثنائي في العاصمة الرياض. ورحب عبداللهيان بالدعوة، ووجه دعوة مماثلة إلى نظيره الأمير فيصل بن فرحان لزيارة إيران وعقد اجتماع ثنائي في العاصمة طهران.

جهود لحل الأزمة اليمنية
وامتداداً للمبادرة السعودية، التي أعلنت في مارس 2021م، وللأجواء الإيجابية التي وفّرتها الهدنة الإنسانية في اليمن، التي أعلنتها الأمم المتحدة في تاريخ 2 أبريل 2022م، عقد الفريق السعودي برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر في الفترة ما بين 17 إلى 22 رمضان 1444هـ، مجموعةً من اللقاءات في صنعاء، شهدت نقاشات مُتعمّقة في العديد من الموضوعات ذات الصلة بالوضع الإنساني، وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن، حيث اتسمت تلك اللقاءات والنقاشات بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية. ونظراً للحاجة إلى المزيد من النقاشات، فسوف تستكمل تلك اللقاءات في أقرب وقت، بما يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية.
حل سياسي للأزمة السورية
كما تؤكد المملكة دوماً السعي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، إذ أكد سمو وزير الخارجية في وقت سابق حرص المملكة على بذل كافة الجهود للتوصل إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية، يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وانتمائها العربي، ويحقق الخير والنماء لشعبها الشقيق. ويرى محللون سياسيون أن السياسة الخارجية للمملكة متوازنة، معتبرين أن السعودية رمانة ميزان القوى السياسية في المنطقة، وهي التي تبادر دوماً لإيجاد الحلول للأزمات السياسية والصراعات بدبلوماسيتها المعهودة، لافتين إلى أنها قائدة النهضة في المنطقة، ودومًا ما تقف بجانب أشقائها وأصدقائها وقت الحاجة. وأشاروا إلى أن المملكة تدعم جهود حفظ السلم والأمن الدوليين، من خلال ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها، وأمن المنطقة ككل، ولها دور كبير في مكافحة الإرهاب ودعم جهود المجتمع الدولي في مكافحته وتجفيف منابعه، مؤكدين أنها تسير وفق نهج وسطي معتدل وتنادي بذلك دوماً. ونوهوا إلى أن أسس الدبلوماسية السعودية قائمة على نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، وكذلك على التوازن ومراعاة المصالح المتبادلة، لافتين إلى أن مكانة المملكة يعكس دبلوماسيتها النشطة وموقعها الدولي ونموذجها التنموي المتميز انطلاقاً من المبادئ والقيم التي تأسست عليها. واعتبروا أن الدبلوماسية السعودية ساهمت في احتواء الأزمات والخلافات الناشئة بين دول العالم، والتي تحث دائمًا على تغليب لغة الحوار في التعامل مع القضايا والأزمات كافة، وسعيها بشكل دؤوب لتعزيز تواجدها عن طريق أدواتها الناعمة التي تبلورت في برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة والإنمائية، وتبوأت دوراً ريادياً ودولياً عن طريق جهود كل من مركز الملك سلمان للإغاثة والصندوق السعودي للتنمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *