محمود العوضي- جدة
خورخي ألبرتو غونزاليس، لاعب كرة قدم أسطوري من السلفادور، يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أحد أفضل اللاعبين في تاريخ أمريكا الوسطى. ولد في 13 فبراير 1958م في سان سلفادور، بدأ مسيرته الكروية في أواخر الثمانينيات، واستمر في اللعب لفرق مختلفة في السلفادور والمكسيك والولايات المتحدة. خورخي ألبرتو غونزاليس، قد لا يعني هذا اسمه شيئًا للكثيرين، بل ربما لم يسمع أحد به من قبل.
وصفه مارادونا بأنه أفضل منه. بل وتمنى مارادونا أن يضمه نادي برشلونة- الذي كان يلعب له آنذاك؛ ليشكل الاثنان ثنائيًا مرعبًا. “كنا نخاف أن نقلده خشية كسر كاحلنا”، عبارة للنجم الأرجنتيني دييغو ماردونا لخص فيها انبهاره بموهبة كروية لم يشاهد مثلها من قبل، وإعجابه بلاعب “ساحر” طاوعته الكرة كما لم تفعل مع غيره.
خورخي ألبرتو غونزاليس باريلاس، الاسم قد لا يحيلك إلى شيء في ذاكرتك الكروية، ولكن ربطه بلقب “ماجيكو” سيفيدك في رحلة بحث عبر أروقة موقع يوتيوب لاكتشاف مهارات لاعب وصفه كثيرون بأنه سابق لزمانه.
بدايته
من أزقة سان سلفادور عاصمة بلاده السلفادور إلى نادي قادش بإسبانيا، اختزلت مسيرة لاعب ولد عام 1958م، وترعرع في عائلة متواضعة مكونة من ثمانية أطفال.
كان يداعب الكرة خلال حضوره تدريبات لشقيقه، فلفت الأنظار، وفتحت الأبواب أمامه لمسيرة في عالم كرة القدم، بدأت مع نادي أنتيل، ومرت بأندية مختلفة في السلفادور والمكسيك.
طرق أبواب منتخب السلفادور مبكرًا، وهو لم يتعد 18 عامًا، وخاض معه مونديال إسبانيا 1982، وسجل خلال مسرته الدولية 17 هدفًا، في 73 مباراة، وفتح تألقه مع المنتخب السلفادوري أبواب العبور نحو الضفة المقابلة من الأطلسي، فانضم إلى نادي قادش الإسباني، وترك بصمة في تاريخ النادي، وصار رمزًا للفريق، وهناك نال لقب “ماجيكو” من جماهير الفريق.
ماجيكو نادي قادش
نادي قادش كان الخيار المناسب لشخصية الماجيكو، الذي رفض عروض الأندية الكبرى هربًا من التقيد بالتزامات صارمة، تبعده عن شغفه الأول، عالم الليل والسهرات.
لا يخفي الماجيكو ولعه ولا يخجل من خياراته، وقال لموقع الفيفا في 2008م: ” لم أعتبر نفسي أبدًا قدوة. أحب أن أعيش على طريقتي، أعترف بأنني لست قديسًا. أحب الخروج ليلًا والاحتفال، وحتى والدتي لم تستطع منعي عن ذلك”.
غفر المسؤولون عن نادي قادش للماجيكو كل زلاته، ولم يحاولوا منعه عن حياة الليل والسهر، رغم أن ذلك كان يتسبب في عدم استيقاظه قبل الثانية ظهرًا، وضياع التدريبات في كثير من المرات، كل ذلك كان مسموحًا ما دام الإبهار مضمونًا في المباراة المقبلة.
اقترابه من البارسا مع مارادونا
سعى مدرب برشلونة سيزار لويس مينوتي للتعاقد معه عام 1978م، وتحقيق حلم رؤيته إلى جانب مارادونا في الفريق نفسه، ولكنه تراجع في اللحظات الأخيرة بعد أن اعترف بأنه لن يستطيع تحمل تصرفات النجمين معًا.
“المتعة” كانت شعار الماجيكو الذي قال في حوار سابق “كرة القدم ليست وظيفة؛ أنا ألعب فقط من أجل المتعة”. تفنن في استعراض قدراته أمام المدافعين، ولم يسلم من مهاراته الكثير من اللاعبين الذين فقدوا التوازن، ولم يقووا على مجاراة خفة حركاته.
مهاراته أبهرت مارادونا فقال عنه:” في الأرجنتين، أردنا جميعًا القيام بالإيماءات نفسها، لكننا لم نستطع ذلك، وكنا سنكسر كاحلنا. لقد كان استثنائيًّا وفريدًا. إنه الساحر الحقيقي الوحيد، وواحد من أفضل عشرة لاعبين رأيتهم في حياتي”.
لحظات لا تنسى
جاءت واحدة من أكثر اللحظات التي لا تنسى في مسيرة غونزاليس في مباراة ضد المنتخب الأرجنتيني بكأس كوبا أمريكا عام 1991م، ففي تلك المواجهة سجل هدفًا رائعًا؛ حيث راوغ أربعة مدافعين أرجنتينيين قبل أن يسجل الهدف، وقد علق الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا- الذي كان يلعب للأرجنتين في ذلك الوقت قائلًا: إن هدف غونزاليس كان أحد أفضل الأهداف التي شاهدها على الإطلاق، وأن غونزاليس لاعب رائع.
سلوكياته المدمرة
على الرغم من موهبته في الملعب، لم يكن غونزاليس محصنًا من الجدل، ففي عام 1999م، مُنع من اللعب للمنتخب السلفادوري لمدة عام بعد أن تم القبض عليه لاستخدامه جواز سفر مزورًا للعب، كما قبض عليه عام 1993م لقيادته وهو في حالة عدم اتزان.
نهاية مسيرته
وضع الماجيكو حدًا لمسيرته عام 2000م، وحظي بتكريم خاص في بلاده بإطلاق اسمه على الملعب الوطني، ورغم تقدمه في السن فقد ظهر مؤخرًا في مقطع مصور، وهو يشارك في تحدي “اللعب بورق الحمام”، الذي اجتاح مواقع التواصل، وأكد أنه يحتفظ بكل مهاراته وفنياته.