اجتماعية مقالات الكتاب

أطباء الوهم في وسائل التواصل

بين فترة وأخرى، أشاهد في وسائل التواصل مقاطع فيديو متداولة لأطباء سعوديين وغير سعوديين، وهم ينشرون الوهم بوصفات علاج لكل الأمراض، خاصة الأمراض الأكثر شيوعًا في المجتمعات، وذلك حتى تنتشر مقاطعهم على نطاق واسع .وللأسف تتداول أغلب وصفاتهم وتركيباتهم التي لا تعتمد وتستند على أساس علمي وطبي، فهم غير متخصصين وهيئتهم تدل على شخصياتهم الوهمية، والمتتبع لكلامهم يكتشف العجائب والغرائب في وصفاتهم، فهذا يقول مثلًا: أكل بعض المكسرات علاج، وأكل نوع معين من الفاكهة مضاد طبيعي لكل الأمراض، وشراء النساء من هذه الماركة يزيدها جمالًا، وأكل هذا النبات يجعل المرأة تنجب ولدًا بعد السبعين من العمر،

وهذا يوضح أن أغلب وصفاتهم الطبية دعاية اقتصادية وإعلان تجاري هدفه التسويق والربح بطريقة نشر وصفات الوهم ويؤكدونها بقولهم بأن الكثير من المرضى قد شفوا بعد استخدامهم هذه الوصفات والاستمرار عليها، ويضيف طبيب التواصل المزعوم أنه على استعداد لتوصيل الوصفة مجانًا، وذلك ليقدم الإغراءات والتسهيلات للباحثين عن الصحة والعافية والشفاء، ومن عندهم شغف لتجربة الوهم بدون وصفات معتمدة، ونتيجة لذلك يسقط في حيلهم وتكون وصفاتهم غالبًا سلبية عليه، ولها آثار جانبية خطيرة على المريض المتلقي لوصفاتهم، فكم من النساء من سقط شعرها بسبب وصفات أطباء ومستشاري وسائل التواصل، وكم من مريض تسمم من وصفاتهم وأصيب بأمراض جانبية أخرى والأحداث في ذلك كثيرة، واسألوا المستشفيات وأقسام الطوارئ عن المتضررين من وصفات أطباء ومستشاري وسائل التواصل ومروجي الوهم الذين يروجون بضاعتهم من أجل الإعلان لمنتجات تجارية، أو من أجل الكسب المادي أو الشهرة وزيادة المتابعين.

لذلك من العلم والحكمة أخذ العلم من مصدره، ومن أهله الموثوقين من أهل الخبرة والعلم والتصريح الرسمي من جهات الاختصاص الرسمية.
وفي النهاية، أنا لا أنكر العلاج النبوي أو الشعبي أو التكميلي المبني على أسس واضحة وخبرات معروفة ومتداولة ومسجلة رسميًا، ومعروف معالجوها، المصرح لهم بالعمل من قبل جهات الاختصاص.
وفي الختام أتمنى من مستخدمي وسائل التواصل عدم المساهمة في نشر وصفات أطباء ومستشاري وسائل التواصل حتى لايساهموا في نشر دعاية الوهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا فربما يتعرضون للمساءلة القانونية، والله أعلى وأعلم.

lewefe@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *