اجتماعية مقالات الكتاب

وعاد رمضان

يأتي شهر رمضان ويجلب معه السكينة والوقار.. يأتي رمضان وتأتي معه فرحة الافطار.. يأتي رمضان وتأتي معه التراويح والوتر في الأسحار.. يأتي رمضان ويجلب معه الهدوء والاستقرار.. يأتي رمضان ونحن في سكينة واطمئنان.. يأتي رمضان ونحن في أمن وأمان.

ما أجمل هذا الشهر الكريم، وأكثر إنتاجيته والعمل فيه.. بركة الوقت في رمضان تتضاعف فيجد المرء متسعاً لإنجاز الأعمال في نهار رمضان حيث الهدوء والطمأنينة.

نهار رمضان فرصة عظيمة للحركة والعمل حيث الوقت يكون مباركاً، ويختفي الازدحام.. الموفقون من تراهم يعملون في نهار رمضان فينجزون، ويتفرغون في ليله للعبادة والذكر والصلاة والتلاوة والتسبيح والتهليل.

ولا يدرك بركة العمل في نهار رمضان سوى الموفقون المسددون، أما من يقضي نهار رمضان في النوم فقد فوت على نفسه كثيراً من حِكمة وحِكَم الصوم وفوائده.. فالجسم في حال الصيام يكون نشيطاً والنفس هادئة والسكينة متحققة.

إنه شهر في العام يعود فيمنحنا دعوة صادقة لاستغلال نهار رمضان وترك النوم فيه، وجعل ليله للنوم والهدوء والسكينة والبقاء في المنزل.. في العقود الأخيرة قلب الناس عادات رمضان رأساً على عقِب فصار نهاره للكسل والنوم وليله للسهر والصخب..

وقضى معظم ساعات الليل في ازدحامات مرورية وجولات في تسوقية.. لماذا تحوّل شهر رمضان من كونه شهر عبادة إلى شهر أكل وشرب بِشَرهٍ. حتى صار التجار يبيعون فيه أضعاف ما يبيعونه في الأحد عشر شهراً الأخرى من العام.. هل هناك أملٌ في أن يعود شهر رمضان ليكون كباقي الشهور صوم وعمل ودراسة في النهار.. تراويح وتهجد ونوم وسكينة في الليل.. لماذا صار التباهي بالموائد أولى من التسابق إلى المساجد.. لو تحدث رمضان عما أُحدِثَ فيه، ماذا سيقول؟ الغريب العجيب أن البعض يحمِّل الصيام كل تبعات انفعالاته وإخفاقاته وكسله وتقاعسه.. إنها دعوة من كاتبه لكي نخرج من شهر رمضان بعادات إيجابية صحية، نفسية، انفعالية، وحياتية.. ليكن شهر رمضان فرصة لتجديد حياتنا من كل الجوانب نحو الأفضل.

ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *