لقد تغيرت جوانب عديدة من الحياة نتيجة لإدخال التكنولوجيا الرقمية خلال العقود القليلة الماضية. تغيرت الطرق التي يشرف بها رجال الأعمال التنفيذيون على موظفيهم بشكل كبير نتيجة للثورة الرقمية. تتطلب القيادة هذه الأيام أكثر من مجرد القدرة على التحدث إلى الناس ومعرفة كيفية حل المشاكل. يعد فهم كيفية تقييم البيانات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الرسائل التسويقية وبناء العلاقات مع العملاء أو الموظفين أمراً بالغ الأهمية أيضاً.
لطالما كان إلهام الآخرين لتقديم كل ما لديهم وإدراك إمكاناتهم الكاملة في صميم القيادة. ومع ذلك، في البيئة الرقمية المتقدمة اليوم، اتخذت هذه السلوكيات بُعداً جديداً تماماً. إن قدرة القائد على استخدام البيانات بشكل فعال، وتعظيم الاستفادة من المنصات التكنولوجية، والتواصل الفعال مع مجموعة متنوعة من المكونات أمر بالغ الأهمية لنجاحهم.
يجب على القادة أيضاً مراعاة سمعتهم وتأثيرهم على الآخرين من حولهم. عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على سمعة إيجابية في العصر الرقمي اليوم، فمن الأهمية بمكان أن يراقب القادة المحادثات عبر الإنترنت حولهم وعن المؤسسات التي يرأسونها. قد يستفيد القادة بشكل كبير من وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الصدد لأنها تتيح لهم التواصل مع الأعضاء المؤثرين في مجتمعاتهم ومواجهة القضايا الملحة وجهاً لوجه عند الضرورة.
تعتمد القيادة في اليوم الحالي أيضاً بشكل كبير على تحليلات البيانات. القادة الذين يمكنهم اتخاذ خيارات طويلة الأجل بناءً على معلومات دقيقة لا يقدرون بثمن لأي شركة. تعد القدرة على معالجة كميات كبيرة من البيانات بسرعة وبشكل صحيح واستخلاص استنتاجات حول كيفية تأثير هذه البيانات على استراتيجية الشركة طويلة الأجل أمراً ضرورياً. للحفاظ على قدرة أعمالهم التنافسية في سوق اليوم، يحتاج قادة اليوم إلى أن يكونوا قادرين على التفكير بشكل نقدي بشأن البيانات الضخمة.
تغير معنى أن تكون قائداً فعالاً في العصر الحديث بشكل كبير مقارنة بالعقود السابقة. لكي تكون القيادة فعالة في بيئة الأعمال اليوم، يجب أن يكون القادة على دراية بمجموعة متنوعة من المهارات الجديدة، بما في ذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق والتواصل مع العملاء والموظفين، وتفسير تحليلات البيانات، وإنشاء علامات تجارية شخصية مقنعة، ورصد الاتجاهات في مجالات تخصصهم. على الرغم من أن تطوير هذه القدرات يتطلب وقتاً وجهداً وتفانياً، إلا أنه يؤتي ثماره على المدى الطويل لأنه يحسن قدرة القائد على إصدار أحكام تفيد أعمالهم. في نهاية المطاف، يتمتع القادة في بيئة اليوم سريعة التطور بفرصة أكبر لتوجيه فرقهم من خلال التغيير إذا كانوا مواكبين للتطورات التكنولوجية وجهود التحول الرقمي.
jebadr@
