اجتماعية مقالات الكتاب

رمضان جانا.. وفرحنا به

(رمضان جانا.. وفرحنا به بعد غيابه.. أهلاً رمضان رمضان جانا.. أهلاً رمضان قولوا معانا.. أهلاً رمضان).

أكاد أجزم أنك الآن تبتسم وتردد الكلمات ملحّنة كما تعودنا وقعها على مسامعنا، ولعلك تذكرت معي المشهد كاملاً “مع اختلاف الهدف”، حيث تجتمع عائلة الحاج رمضان في مكان واحد لا أعلم هل هو بهو المنزل أم غرفة الجلوس كما صورها المخرج في المسرحية التي أثارت جدلاً حول قبولها تربوياً من عدمه، إلا أننا وعلى الرغم من كل التجاوزات.. إلا أننا لا نستطيع أن نمر عليها مرور الكرام حين يعاد عرضها على شاشات القنوات الفضائية، ونردد مع (سلطان وأخواته) ترحابه الحار بالوالد رمضان السكري..

إذا كان هو سكري فنحن أيضاً رمضاننا سكري بل أكثر من ذلك رمضاننا قطائف ولقيمات وكنافة ومهلبية لو كان منظورنا لرمضان من هذه الزاويا الضيقة، ولا أعتقد أنه كذلك -أقصد منظورنا- فنحن نعي تماماً أنه شهر الرحمة والغفران، شهر التسامح والسلام، شهر الحب بمفهوم الحب الحقيقي الذي لا يحتمل شروطاً وقوانين، هكذا هو رمضان.. ننتظره من العام إلى العام، يدفعنا لذلك الانتظار الرغبة في التطهير من عام كامل مضى والأمل في عام مقبل نكون فيه قد غسلنا مافي نفوسنا من ضغائن وأحقاد وتسامحنا وسامحنا، نرسل لبعضنا رسائل الرجاء بالعفو ومحو الأخطاء الإنسانية التي تبادلناها طيلة أحد عشر شهر راجين من الله أن يعفو ويصفح من حولنا ببركة الشهر الكريم.

إلا أننا بشر .. وقد لا نملك جميعنا مساحة العفو التي نأملها فلا نعتقد أن جميع من أرسلنا لهم الرسائل قد قابلوها بالصفح. هناك من جهز قائمة تخصه مدتها ثلاثون يوماً، في كل يوم يخصص دعاءه على من تعدى عليه وظلمه من بني البشر، وقد تكون كل الأيام موجهة لشخص واحد، والعلم عند الله في نجاة ذلك الشخص من سيل الدعوات عليه، إنما ربك جل جلاله ليس ظلّام للعبيد وعنده تؤخذ الأعمال بالنيات، فالأولى لك يا صاحب القلب العليل عوضاً عن خسارة أوقات البركات واستجابة الدعوات في صب غضبك الداخلي على غيرك. نقي قلبك واستفد من نفحات الرحمة وخصص تلك القائمة لكل ما في نفسك من حاجات، ولتكن أكرم واشمل من ظلمك في دعائك علّها تكون ساعة إجابة ويرد لك مظلمتك.
ورمضان كريم

eman_bajunaid@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *