اجتماعية مقالات الكتاب

التنبؤ بوظائف المستقبل مهمة مستحيلة

ماذا لو يتم إلغاء الجامعات؟
سؤال فاجأ الجميع أثناء ورشة عمل أقامها منتدى المنظمات الدولية لمستقبل التعليم والعلوم والثقافة بالرياض الأسبوع الماضي.
كانت القاعة مليئة بالمختصين المحليين والزوار من الخارج يتبادلون الآراء والخبرات. الكثير في سن الـ18 لا يعلم كيف يختار تخصصاً ملائماً لشخصيته وسوق العمل، ففترة الجامعة تكون فرصة لتوجيه الطالب لاختيار المسار المهني المناسب وتهيئته بالمهارات المناسبة.

العالم لا يتحمل استقبال المزيد من الطلاب في التعليم العالي بحسب أحد الحاضرين المختصين. لا بد أن يزداد عدد الجامعات والمعلمين لكي يتم استيعاب الكمية الضخمة القادمة. واضاف ان الدول التي تتمتع بشعب مكون من الشباب لا تستطيع احتواء أعداد كبيرة بينما اغلب الدول المتقدمة التي لديها إمكانات وكوادر لديها شعب مكون من مسنين أكثر من الشباب.

هذا لا يعني أننا نمحو التعليم كلياً، بل العكس نطوره ونقوم بإعادة تفكير الغاية من الجامعات ومخرجاتها. الكثير من الطلاب لا يستفيد من الأساليب القديمة التي تقدمها الجامعات المحلية حاليا وبالتالي يتخرج الطالب دون مهارات أساسية مثل مهارات البحث والذكاء العاطفي والعمل في فريق وكيفية حل المشكلات وغيرها.

كثير من الأحيان يشتكي الطالب من الفجوة بين النظرية والعمل في الواقع. يكتشفها في السنة الأخيرة عندما يستكمل متطلب التدريب التعاوني في الميدان. هنا يأتي اقتراح في جلسة عصف ذهني الذي قمنا به لنجاوب على السؤال المثير للجدل في البداية. إحدى الحلول قد تكون ان ندفع الطالب إلى الانخراط في سوق العمل منذ البداية لكي يدرك التخصص عن قرب بشكل أسرع.

اليوم لدينا كل أدوات التعليم والطالب أصبح يسبق المعلم في العثور على المعلومات. وينبغي أن ننوع من أساليب التعليم بأن تكون محاضرات مكملة للتدريب والعمل أو تكون عن طريق الارشاد بين صاحب العمل والطالب مباشرة. فمسؤولية الطالب أن يقرأ ويطلع على المعلومات اثناء فترة العمل ثم هناك أيضا ارشاد من قبل المعلمين أو المدراء في المؤسسات على تعلم المحتوى الذي يجب التركيز عليها.

هناك بالتأكيد تحديات كثيرة يجب معالجتها عند تطبيق مثل هذه التجارب، ولكنها نقطة بداية للتفكير نحو تحويل منظومات التعليم العالي وكيف يمكن لخريج الثانوية العامة أن يستفيد من وقته.
أثبتت الدراسات أن قدرة الانسان على التعلم تعد أقوى اثراً بالعمل الفعلي. قصة الخضر مع سيدنا موسى نموذج للتعلم من خلال العمل وليس من المحاضرات النظرية، بل يعد أيضا نموذجا لمفهوم الارشاد.

في عالم يتحرك بسرعة هائلة ينبغي أن يؤمّن الشخص نفسه بالأدوات والتعليم المستمر لكي يبقى مرغوباً في سوق العمل. نحن لا نعلم ماذا سيحمل المستقبل ولذلك سيكون البقاء للأقوى الذي يطور نفسه بمهارات شخصية ومهارات التعلم وأيضاً القدرة على تناول المسائل المعقدة من خلال تعدد التخصصات فأغلب تحديات العالم مركبة من أبعاد مختلفة تحتاج إلى معالجة من عدة نواحي وليس من منظور محدود. حان وقت للتعليم أن يشمل الذكاء العاطفي والمهارات الشخصية مثل فن إيجاد الحلول وليس فقط معرفة المعلومة.

layanzd@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *