الأسبوع الماضي شاهدت وثائقياً بعنوان “بيل راسل.. الأسطورة” وهو وثائقي عن أحد أبرز من لعب كرة السلة في أمريكا والعالم إجمالًا على امتداد سنوات طويلة؛ حيث حقق إنجازات خرافية على الصعيد الشخصي والجماعي كلاعب ومدرب داخل وخارج الملعب، وكلاعب ذي بشرة سمراء في فترة كانت فيها العنصرية المقيتة تسيطر على المشهد في أمريكا، بما يجبرك أن لا تملك إلا الإعجاب بهذه الشخصية الرياضية والفلسفية.
الحقيقة لن أدّعي معرفتي الكاملة بتاريخ” بيل راسل” قبل مشاهدة ذلك الوثائقي. كنت أعرف أنه أحد عظماء اللعبة في حقبة زمنية معينة قبل 60 عامًا، وكغيري كان لدي انطباع أنها فترة لم تكن المنافسة فيها قوية على صعيد اللعبة، وهو نفس الخطأ الذي يقع فيه بعض “شبيحة اللاعبين”، ومحدودي النظر عندما استصغروا بيليه، وديستيفانو، ومن ثم مارادونا، ورونالدو، ورونالدينهو مقابل ميسي وكريستيانو ليقولوا إن من يشبحون له هو ” الأفضل” على مر التاريخ ، وذلك أمر تحدث عنه أسطورة كرة السلة مايكل جوردان عندما رفض أن يتم تصنيفه بأنه الأفضل في التاريخ، أو أن يتم تصنيف أي شخص بالأفضل؛ لأن في كل جيل أشخاصًا تغلبوا على تحديات معينة، وحققوا إنجازات في زمنهم، والأهم من ذلك أنهم لم يواجهوا بعضهم البعض في مواجهات مباشرة أيضاً، ولذلك لا تستطيع أن تسلب أيًا منهم أفضليته، أو أن يكون أفضل من الآخر.
المقارنات ليست بالأمر السيئ، ولكن المشكلة تكمن في التطرف الفكري لدرجة أن من يدعون إجراء مقارنة مهنية أو احترافية يغفلون الفوارق الفنية الواضحة في مركز اللاعب، والمهام المطلوبة منه، وكونه في بداية، أو وسط أو نهاية مشواره. فالمشكلة ليست في المقارنات، ولكن في موضوعيتها، وشخصنتها.
بعد آخر..
نحن مقصرون إعلامياً في موضوع الوثائقيات التي من الممكن أن تحكي وتوثق وتصف جوانب متعددة من رياضتنا السعودية والعربية وأبطالها بطريقة تفصيلية، وإبداعية، وهو أمر لطالما كنت مهووسًا به، ولدي أفكار كثيرة لتنفيذها، وأتمنى أن أتمكن من تنفيذها في يوم ما.