متابعات

النساء المبتكرات.. تحليق في سماء الإبداع

البلاد – واشنطن

تسجل المرأة السعودية حضوراً لافتاً في مختلف القطاعات بدعمٍ من الجهات المعنية المُشجّعة على تمكين المرأة في مختلف القطاعات، سواء بالاحتفاء بإبداعاتها وابتكاراتها أو بإشراكها في إدارة المشاريع المختلفة، حيث ساعدت سياسات التمكين على بروز أسماء مبدعات سعوديات في قطاعاتٍ ثقافيةٍ متعددةٍ، وكذلك في قطاع الأعمال، إذ احتفل برنامج زمالة النساء المبتكرات (empower ME) بتخرج أول دفعة من سيدات الأعمال السعوديات، بحضور سمو نائب رئيس البعثة الأمير مصعب بن محمد بن فرحان، نيابةً عن صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بن بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية.

ويأتي البرنامج ضمن مبادرة تمكين التابعة للمجلس الأطلسي بالتعاون مع كلية ماكدونو للأعمال بجامعة جورج تاون، وبدعم من السفارة الأمريكية في الرياض، وبيبسيكو، وشركة يو بي إس، ولجنة المرأة في الأعمال التابعة لغرفة التجارة الأمريكية بالمملكة.

واستمر البرنامج لمدة عام، من مارس 2022م إلى مارس 2023م، نالت المشاركات فيه على فرصة تعزيز خبراتهن وزيادة معرفتهن العملية وتطوير علاقتهن بين الأفراد والعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والسعودية التي ستساعدهن على توسيع نطاق أعمالهن محلياً وإقليمياً وعالمياً.


وشملت قائمة الخريجات: روان الخربوش المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تكنولوجيا الحيوية وعلوم الحياة المتخصصة في طب الفضاء وهندسة الخلايا الجذعية لتطبيقات الرعاية، وريناد الجفري الرئيس التنفيذي لشركة تهدف إلى خلق فرص عمل في الصناعة العلاجية لذوي الاحتياجات الخاصة، وسمية الزامل الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لإحدى الشركات ومؤسسة لشركتين ناشئتين تقنيتين في المملكة، وسارة بن لادن محللة بيانات ورائدة أعمال.

وتأكيداً على نجاح السعوديات وإبداعهن في مختلف القطاعات، شهدت الساحة الثقافية السعودية في الفترة الماضية استمراراً لتألق صانعات الأفلام السعوديات من خلال أعمال سجلت حضوراً في صالات السينما، أو في المنصات الرقمية لعرض الدراما، ويأتي في مقدمتها فيلم “سيدة البحر” للمخرجة السعودية الشابة شهد أمين وحازت ترشيح هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة للمنافسة في سباق الترشّح لأوسكار أفضل فيلم دولي، فيما حضرت المخرجة هناء العمير بمسلسلها “وساوس” الذي عُرض عبر منصة نتفلكس العالمية في يونيو الماضي، كما فاز نصّها “شرشف” بمنحة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي مع المخرجة هند الفهاد.

ودعمت وزارة الثقافة صانعات الأفلام السعوديات عبر مسابقة “ضوء” لدعم الأفلام التي تتولى تنظيمها هيئة الأفلام، حيث حصلت المخرجات دانيا نصيف، وأفنان باويان، ونورة أبو شوشة، وريما الماجد، ومها الساعاتي، ودانيا الحمراني، ومريم خياط على دعمٍ لتمويل أفلامهن الطويلة والقصيرة ضمن المسارات المتعددة للمسابقة.


وعلى مستوى الإنجازات الدولية في صناعة الأفلام، حصل فيلمان لمخرجتين سعوديتين على جائزتين دوليتين هما؛ فيلم “من يحرقن الليل” للمخرجة سارة مسفر الذي حاز على تنويه وشهادة تقدير من الدورة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي، وفيلم “هِج لديزني” للمخرجة مها الساعاتي، وحصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الجونة السينمائي.

وفي قطاعات الأدب والنشر والترجمة واصلت المرأة السعودية حضورها المتميز في التأليف، وفي حصد الجوائز الأدبية محلياً ودولياً، وسجلت الفترة الأخيرة نمواً مطرداً لمساهمة السعوديات في التأليف والنشر في الرواية والشعر والدراسات الفكرية، إلى جانب منافستهن على جوائز مهمة.


أما في قطاع الفنون البصرية، فقد كان الحضور الأهم في هذا السياق هو ظهور لوحة الفنانة السعودية لولوة الحمود في مكتب سمو ولي العهد –حفظه الله- في شهر مايو الماضي، وهو الظهور الذي وصف بتكريم للفن السعودي، وتأكيداً على ما تحظى به الفنانات السعوديات من دعم وتمكين تحت مظلة رؤية المملكة 2030، التي ركّزت في جوانبها الثقافية على دعم الإبداع السعودي وتمكينه لكي يعبّر عن ثقافة المملكة، ويترجم تاريخها وهويتها وثقافتها العريقة.

ويعكس الحضور المتنامي للسعوديات في المجالات المختلفة، كماً ونوعاً، وتميزاً وإنجازاً، حجم التطور الذي طال القطاعات المحلية التي وفرت لها مساحة كبيرة للحضور في الفضاء الاجتماعي العام، الأمر الذي أحسنت استثماره المبتكرات والمبدعات السعوديات وفق الرؤية المستقبلية للمملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *