اجتماعية مقالات الكتاب

طفل العُلا الثَّقة والثَّقافة والإبداع والتميز

بثقة كبيرة قدَّم الطفل عمر جابر نفسه، شاكراً لمذيع القناة التي استضافته في برنامجه الإعلامي الذي شد انتباه المشاهدين، بانتقاء المشاهد التي تستحق التقدير، وتشكل وعياً ثقافياً من عُمق وأصالة ونسيج المجتمع السعودي، ويمثل أهم الجوانب التي يتفق معظم المشاهدين بأنها الأقرب للعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، ومما زادني اعجابا جمالية الحوار بين الطفل وزوار محافظة العلا، من سوَّاح أوروبيين، حيث كان الحوار مثار الاهتمام ولفت الانتباه.

والأكثر جمالاً الدقائق التي استغرقها وقت الحوار عبر شاشة القناة الفضائية، والانطباع العام لدى المشاهدين، كونهم حريصون على البرامج التي تحفز مثل هذا الطفل المُبدع، وعلى المزيد من أفكاره وطموحاته، إضافة لما تميَّز به من رغبات تؤكد آماله المستقبلية، ومدى الثقافة التي يتمتع بها والإيجابية، التي أشار إليها المذيع، وبأنه يُعد رجل العلاقات في المستقبل القريب، بإذن الله تعالى، نسأل الله له المزيد من التوفيق، وأود الإشادة بهذه القناة الفضائية، التي وجدت مادة إعلامية تستحق القاء الضوء وتبادل الرأي.

وأشيد ببقية الوسائل الإعلامية الأخرى، التي أبرزت بعناوينها نبوغ طفل العُلا في السنوات المبكرة من عُمره، حفظه الله وأكثر من أمثاله، فمثل هذه اللقاءات تساهم ضمن أهداف الرسالة الإعلامية، وما يجب أن تقوم به هذه الوسائل، اتجاه هذه النماذج من أبناء الوطن، لإبراز الإنجازات الحضارية، التي جادت بها أرض المملكة، اهتماما بأبنائها وبناتها، خصوصاً من حقق منهم تميزًا يصل حد الإبداع، فهذا الطفل الذي عاش فترة زمنية بالولايات المتحدة الأمريكية، فترة ابتعاث والده وأستطاع التَّكيف مع المجتمع الأمريكي.

وكسب تعلم مهارة اللغة الإنجليزية، ما يُؤكد النظرية التربوية الهادفة، لتعلم اللغات الأجنبية في السنوات المبكرة من عمر الأطفال، لترسيخ مفاهيم اللغة واجادة مهاراتها بسهولة، مع احترامنا للغتنا العربية الأم، فهي مصدر الإلهام وكنز الكنوز لموروثنا الحضاري، الذي لا بديل عنه، بل أنه ما يُمكننا المنافسة بها أمام الحضارات الأخرى، نثراً وشعراً، ومقصد القول: بأننا بحاجة لمزيد من أمثال طفل العُلا، كما كانت معظم البعثات الدراسية للولايات الأمريكية في فترة السبعينات وما بعدها ولا زالت مستمرة.
وهناك مسارات للبعثات لدول متقدمة: منها اليابان وروسيا والصين وكوريا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا، وغيرها من الدول التي ترتبط بالمملكة بعلاقات وطيدة في شتى التخصصات والمصالح المشتركة، وعلى ذكر جمهورية إيطاليا، فقد كان الصديق الدكتور هاني مرداد رئيس قسم الجراحة بمستشفى الملك فهد بجدة الأسبق، والذي أبتعث لدراسة الطب في إيطاليا، مترجماً للملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه، ونحن نُورد هذه النماذج لكوادرنا الوطنية المبدعة، إذْ لابد أن يكون لدينا العديد من أبنائنا وبناتنا المتميزين، ممن يجيدون اللغات المتعددة لتلك البلدان، بعمل دورات متقدمة، تُمكِّنهم من تقديم ثقافة وحضارة المملكة وموروثها التاريخي.

abumotazz@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *