اجتماعية مقالات الكتاب

دار لها في ماضي الوقت تذكار

محمد حامد الجحدلي


في ذكرى يوم التأسيس تجود قوافي الشعر بأجمل قصائد الأدب العربي، تعبر على ألسنة الشعراء، صدق المشاعر ولغة الحنين لوطن ولد ليكون شامخاً، حامياً للدار والجار على مرَّ العهود والأزمنة، وملحمة وطنية تاريخية تروي للأجيال قصص من البطولات، لأولئك الرجال الذين نذروا أنفسهم وبذلوا أرواحهم فداء للوطن، والجميل في هذه الذكرى التاريخية، هي معنى التلاحم بين الشعب وقيادته، منذ تأسيس الدرعية عام 850هـ عاصمة الدولة السعودية الأولى، على يد الامام محمد بن سعود 1157هـ، وعلى مدى ثلاثة قرون زمنية.

غرست القيم الأزلية للإرث التاريخي، المتبادل بين القيادة والشعب السعودي، قوامه وقواسمه المشتركة بُنيت على الاحترام، والاعتزاز بتراب أرض الوطن، والدفاع عنها مهما كان الثمن، فهذا العُمق التاريخي هو الذي أشعل في قلوب الأجيال، كيف يترجم الولاء بلغة القيم الإنسانية والحضارية، ليعيش الإنسان مُتَمَتِّعاً بمكانته الاجتماعية، وكامل حقوقه التي أقرتها الشريعة الإسلامية، ونحمد الله عليه، بعد أن هيأ الله لبلادنا القيادة الحكيمة، التي أجادت رقي التعامل بين الراعي والرعية، بما يحفظ له كرامته وماله وعرضه وأمنه وسلامته.

وليس المجال هنا مجال مدح وثناء، وإنما صورة تنقلها العيون وتلمسها القلوب، ونعيشها واقعا على مدى مراحل التأسيس الثلاث، فبالرغم من محدودية الإمكانيات في عهد الدولة السعودية الأولى، التي استمرت من عام 1139هـ ــ 1233هــ، وهو ما يقارب الأربع وتسعون عاما، لتبدأ مرحلة الدولة السعودية الثانية، على يد الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، من عام 1240هـ ــ 1309هـ، ما يقارب التسع والستون عاما، تم استعادة الدولة السعودية الثانية، وبسط نفوذ الإمام تركي على دولته السعودية الثانية.

لتأتي المرحلة الثالثة على يد الموحد الملك عبد العزيز، تحت مسمى المملكة العربية السعودية، منذ استعادة ملكه آبائه وأجداده، اعتباراً من عام 1319هـ واختيار الرياض العاصمة السعودية، وهي تعيش عبق التاريخ، قادما من الكويت بـ 60 رجلاً من سراة الليل حين هتف لهم الصباح، والباحث والمؤرخ يلحظ قُصر الفترات التاريخية، التي تعرضت فيها البلاد للاعتداء، فما بين المرحلة الأولى والثانية سبع سنوات فقط، بين عامي 1233هـ ــ 1240هـ، وما بين المرحلة الثانية والثالثة عشر سنوات فقط ما بين 1309هـ ــ 1319هـ، كأهم المراحل التاريخية.

لتوطيد ملك الآباء والأجداد، في عاصمة المملكة رياض الخير والعطاء، مرحلة تاريخية تميزت بالعديد من القرارات السياسية والعلاقات الدولية الأكثر تعاطياً مع متطلبات العصر، وفق المتغيرات الدولية، والصراعات السياسية، واستنزاف الثروات الوطنية، والحروب والاقتتال الذي تعيشه بعض دول العالم، واكتوت الشعوب بنيرانها وسفك الدماء البريئة، لتبقى المملكة دولة الأمن والاستقرار، والاستثمارات الاقتصادية التي عكست على مواطنيها والمقيمين على أرضها، السُّمعة التي اكتسبتها بين دول العالم، وأستعير هنا مطلع لقصيدة سمو الأمير عبد الله بن محمد بن سعود الكبير احتفالا بذكرى التأسيس.

abumotazz@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *