د. فوزي بن عناد العتيبي
نستذكر في مثل هذه الأيام ذكرى تولي الإمام محمد بن سعود رحمه الله حكم الدرعية في عام 1139ه/1727م وهو تاريخٌ مهم ومفصلي في تاريخ الجزيرة العربية. إذ كانت المنطقة يغلب عليها حكم دويلات المدن والمشيخات؛ فكان لدى الإمام محمد بن سعود رؤية ومشروع كبير لتوحيد تلك المدن في ظل دولة قوية تفرض الأمن وتقيم العدل فكان عهده بداية تأسيس هذا الكيان”الدولة السعودية” وبداية مرحلة تاريخية مختلفة عن سابقتها.
وقد استغرق عهد التأسيس حوالي أربعين عاماً وهي فترة حكم الإمام محمد بن سعود الذي كافح وناضل ومعه رجاله الأشاوس لتأسيس هذا الكيان الشامخ، وحينما توفى الإمام محمد بن سعود في عام 1179هـ/1765م ترك خلفه دولة ثابتة وقواعد صلبة مهدت الأمور لمن بعده لإكمال مسيرة البناء والعطاء وهذا ما حصل حينما تولى بعده الحكم ابنه عبدالعزيز بن محمد بن سعود في عام 1179ه/1765م فاتسعت رقعة الدولة بشكل كبير وباتت الدولة قوية ومهابة، وأكمل المسيرة من بعده حفيده سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود والذي تولى الحكم في عام 1218ه/1803م وفي عهده باتت الدولة السعودية في أقصى اتساعها حتى لقب سعود بالكبير.
إن هذا الإرث التاريخي الكبير في الحكم والسياسة ما زال متوارثاً حتى عصرنا الراهن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وقد باتت الدولة السعودية قوية شامخة وعزيزة وعلى مصاف الدول الكبرى.
إنه يوم نستذكر فيه قيمة الوطن وتضحيات أبنائه الكبيرة، ولنعزز ذلك في أبنائنا وأحفادنا لتستمر مسيرة العطاء والشموخ دون انقطاع بحول الله.
**أستاذ التاريخ المشارك-الجامعة الإسلامية