اجتماعية مقالات الكتاب

أهمية ذكرى يوم التأسيس في الذاكرة الوطنية

د. علي بن حسين بن عبد الله البسام


تمر علينا الذكرى الثانية ليوم التأسيس لهذا العام2023م، ووطننا العزيز يشمخ متسنماً مراقي العز والفخر في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، في ظل قيادتنا الرشيدة ممثلة بسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين حفظهما الله تعالى وجعلها ذخراً لهذا الوطن وأيقونة عطاء لا تمل ولا تكل في رفعة هذا الوطن. ولا نستغرب مثل ذلك الأمر من ولاة أمورنا وفقهم الله،

فلو استرجعنا التاريخ قليلاً لوجدنا أن هناك صوراً وقيماً خلدها التاريخ السعودي عبر القرون الثلاثة تمثلت في مجموعة الأعمال والأفعال والبطولات والانتصارات التي حققها أئمة الدولة السعودية في مراحلها، ففي كل مرحلة سوف نجد مواقف تاريخية وآثار شاخصة لأحد الأئمة من آل سعود أو أحد الملوك والتي من خلالها يمكننا إبرازها لأجيال المستقبل بأن هذه الدولة دولة ذات عمق تاريخي وحضاري لا يستهان به أبداً بدءاً من تأسيس الدولة التي قام بها الامام محمد بن سعود 1727م، وابنه الامام عبد العزيز الحاكم والعالم والمثقف وابنه الامام سعود الكبير القائد المحنك الذي وسع الجغرافيا السعودية لأقصى اتساع لها حتى وصلت اطراف الشام والعراق وجنوبا أطراف اليمن وحضرموت فأصبحت شبه الجزيرة العربية كيانا سعوديا موحدا بامتياز. ويكفي هذه الدولة فخراً ومجداً أنها لم تقع تحت طائلة الاستعمار الأجنبي كما استعمر غيرها من البلدان المجاورة، وحتى إن حصل في بعض الفترات التاريخية انقطاع فهو انقطاع مؤقت لهذا الكيان السياسي، وهي في عرف التاريخ لا تعد ذات تأثير في أعمار الدول والممالك. إن مثل هذه الصور والقيم كثيرة التي يمكننا أن نستلهم منها ما يرسخ ويغرس في الأجيال مفهوم المواطنة السعودية ذات الجذور الصلبة.

ومن هنا تنبع أهمية يوم التأسيس في ذاكرتنا كسعوديين بأن نسلط الضوء على حقيقة عمق الترابط والتلاحم بين قيادة هذا الوطن منذ ثلاثة قرون مضت من لدن أئمة وملوك الدولة السعودية بمراحلها واطوارها المختلفة مع الشعب والمواطن، فالسعوديون تربطهم بحكامهم وشائج القربى والنسب قبل الحكم والإدارة، ففي الواقع قبل بناء المنظومة السياسية للدولة والإدارة كانت هناك منظومة اجتماعية قوية أسست للقاعدة الشعبية لحكم الدولة السعودية، والتي أعلنت ولاءها لحكامها واخلاصها لهم رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها الدولة السعودية في مراحلها الثلاث، ولا زلات من فضل الله تعيش هذه الكينونة الخاصة بقوة في المجتمع السعودي والذي لا يرى بديلاً عن هذه الأسرة الحاكمة الكريمة والمتجذر حبها في القلوب والنفوس، ويورث أباً عن جد وللأحفاد مستقبلاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *