اجتماعية مقالات الكتاب

السعودية التي نراها الآن

ليان دمنهوري


الآن أصبحت السعودية أكثر تنوعاً بألوان مختلفة تصبغ الحياة بأجواء التفاؤل والطموح الكبير مع وتيرة التغيير التي نراها يوما بعد يوم.

بدأنا نرى المملكة بمنظور مختلف، ونتعرف على تراثنا من جديد مثل الأماكن التي رممت وتم تطويرها في العلا والدرعية وجدة التاريخية وغيرها، ونستكشف أيضا المناظر الطبيعية الخلابة في المنطقة الجنوبية والكنوز المخفية في البحر الأحمر وغيرها من المناطق. وبدأنا نعزز ثقافتنا ونصدرها للعالم، مثل القهوة السعودية، وسمات الهوية السعودية، والزي التقليدي والفنون المحلية.

فمثلا الاستثمار في صناعة القهوة في الآونة الأخيرة لها أبعاد هامة في اقتصاد المملكة، حيث قامت الدولة بزيادة الإنتاج السنوي إلى 2500 طن وهي أكثر من ثمانية أضعاف الانتاج السابق. وبحلول عام 2030 تخطط المملكة لتطوير المزارع التي تقع في حزام القهوة.

‏ وقامت وزارة الثقافة باستحداث 11 هيئة لتعزيز التقاليد السعودية في الموسيقى والأفلام والفنون البصرية والمتاحف المسارح والأزياء. وبالرغم من التغيرات الجديدة والمتسارعة تظل قيمنا وهويتنا ثابته نعرّف العالم عليها.

عندما بدأت رحلتي في الابتعاث لإكمال دراسة الماجستير في الولايات المتحدة عام 2019م، تلقيت العديد من الأسئلة من الطلبة الأمريكيين التي تعبر عن فضولهم عن المملكة العربية السعودية، مثل: كيف المعيشة في السعودية؟ وهل هي صعبة للمرأة؟ مما يتفاجأ الكثير من أجوبتي التي تختلف عما يرونه في الإعلام.

‏وبعد عودتي بعامين، بدأت أتلقى اتصالات من زملائي من الخارج، ففي هذه المرة يشاركوني بأخبار عن قدومهم للمملكة لرحلة عمل للمرة الأولى بسبب اتفاقيات ومشاريع جديدة، أو أنهم قرأوا أخبار عن الخطط الكبيرة والتفاؤل الذي تشهده المملكة بينما بعض الدول الأخرى يزداد فيها التشاؤم، إما بسبب الأوضاع الاقتصادية أو الانقسامات السياسية. نفتخر بالتماسك والاتحاد الذي تتمتع بها المملكة.

‏لا شك أن رؤية المملكة تحت قيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد وحدت البلاد نحو هدف واحد واضح، حيث أفراد المجتمع سعودي في كافة المجالات وجميع الأجيال يسعى لتحقيق اهداف الرؤية لمستقبل أفضل. بل تأثيرها وصل لدى الطلبة المبتعثين الذين أصبح لديهم توجه أوضح في اختيار التخصصات الملائمة لمستقبل المملكة في ظل رؤية 2030.

‏ وصلني مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي لكاتبة أميركية تروي قصتها عند وصولها في مطار الملك عبد العزيز بجدة، وقد علقت الكاتبة على أدب التعامل من موظفي الجمارك وكانت معاملته راقية ومرحبة للغاية. وقالت إن هذه هي الطريقة المثلى لتعزيز القيم الثقافية والتي تحتاجها الكثير من المؤسسات. والانطباع الذي حصلت عليه هذه الكاتبة أن المطار يتمتع ببيئة عمل ممتازة. تفاجأت بقصتها حيث أنن لم أحصل على هذه التجربة الإيجابية في أكثر المدن العالمية.

‏‏كانت أول نقطة تحول عند تأسيس الدولة السعودية عام 1727، وبعد ٣ قرون استمرت المملكة في صناعة التاريخ. لا ننكر أهمية المملكة العربية السعودية على الصعيد العالمي وستظل كذلك في العلاقات الدولية بين الشرق والغرب. وسوف تستمر في صناعة التاريخ عند تحقيق الرؤية الطموحة في النقطة التحول القادمة بإذن الله. حفظ الله بلدنا الحبيبة وأدام وحدتها وأمنها واستقرارها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *