كالعادة، أبحر قائد فيلق الأندية السعودية الهلال يجوب غمار تحدي البطولات أمام أعتى الفرق العالمية، وانتهت رحلته الموفقة بوصافة بطولة كأس العالم للأندية. وأمام من؟ أمام الملكي الإسباني ريال مدريد؛ أقوى فريق على الكرة الأرضية.
الهلال ضرب جميع الأرقام وكسرها؛ سواء المحلية أو الآسيوية، فأن تكون أول فريق سعودي يحقق ميدالية فضية، وكأكثر فريق يشارك لثلاث مرات في كأس العالم للأندية، ناهيك عن تصدر لاعبه سالم الدوسري أكثر اللاعبين العرب تسجيلًا بأربعة أهداف خلال النسخ السابقة مع أكثر فريق ينتصر، وأكثر فريق يسجل في مرمى ريال مدريد، واختيار لاعبه الأرجنتيني فييتو من أفضل ثلاثة لاعبين في البطولة؛ كلها تدل على شخصية بطل غير طبيعي وناد شرس لا يشبع من الذهب.
الهلال انتقل من مرحلة المستويات الجيدة والبطولة التقليدية كدوري أبطال آسيا إلى مستوى أعلى، يسايره طموح كبير لتسجيل إنجازات على المستوى العالمي، فما تم مشاهدته على المستوى التلفزيوني للمباراة النهائية فاق ملياري مشاهدة بعدد قنوات تلفزيونية تقارب 200 قناة مع النقل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأجبر الصحف العالمية بالتحدث عن هذا الفريق الطموح.
الجميع أشاد بما فعله الهلال وحققه، والتعامل الإداري الاحترافي من إدارة فهد بن نافل و تحقيق هذا العدد الكبير من البطولات، فهم يسابقون أنفسهم فقط، فالهلال ذهب للبطولة العالمية، وهو يترنح بسبب العقوبات والإصابات والهبوط في المستوى الفني، وأمنيات اختلجت ما بين رغبة ورهبة، فالواقع شيء والأمنية شيء آخر، ولكن الأزرق- كالعادة- صارع نفسه وأثبت شخصيته البطلة، وأن طموحه يغلب ظروفه، فحقق الصعب بتجاوز بطلي أفريقيا وأمريكا الجنوبية، واستطاع تسجيل ثلاثة أهداف في النهائي بمرمى ريال مدريد؛ الفريق الأصعب في العالم، واضطر أنشيلوتي أن يستعين بنجومه المصابين؛ مثل بن زيمة وغيره لمجابهة هلال السعودية، الذي بالفعل كان ندًا قويًا طموحًا، يرتجي صعود المنصات، حتى لو كان من يقابله صاحب تاريخ تليد.
الهلال رفع اسم الاتحاد السعودي عاليًا، وجعل رئيسه ياسر المسحل يفخر، وهو يشاهد تميز أزرقنا، وبوجوده مع رئيس الفيفا ونخبة العالم الرياضية، وتسليم لاعبي الهلال ميدالياتهم الفضية، وحصولهم على الترتيب الثاني على المستوى العالمي.
إضاءة: الإشادات للهلال من المسؤولين في المملكة وإقامة حفل التكريم الكبير في بوليفارد الرياض، أكبر دليل على تميز الهلال، وخير ردٍ على من يحاول التشكيك أو الإسقاط على إنجازات الابن البار للكرة السعودية.