متابعات

1826كهفاً تكشف جزءاً من الثروة الجيولوجية

البلاد ـ جدة

تتميز المملكة العربية السعودية بامتلاكها لثروة جيولوجية وجيومورفولوجية متنوعة ونادرة في العالم تُعد اِمْتِداداً لطبيعة تكونت بأمر الله تعالى في شبه الجزيرة العربية منذ ملايين السنين، ولا تزال آثار معظمها باقية حتى وقتنا الحاضر، ومن ذلك الكهوف والدحول التي لجأ إليها الإنسان القديم في حياته، واكتشف منها حاليًا في المملكة 1826 كهفًا ودحلًا موزعة في 12 منطقة، وحظيت باهتمام علماء الأرض، والجغرافيا، والتاريخ، والآثار، وقبل هذا وذاك هي مجال واسع للتفكر والتدبر في عظمة صنع الخالق عز وجل.

نُسلط الضوء في تقريرنا هذا على الكهوف والدحول في المملكة التي استخدمها الإنسان القديم في حياته اتقاءً للبرد أو المطر أو الشمس أو حماية من الضواري والأعداء، لكن من أشهر الكهوف في تاريخ الدعوة إلى الله هو كهف أصحاب الكهف والرقيم الذي لجأ إليه الفتية الذين آمنوا بربهم، وغار حراء في جبل النور شرقي مكة المكرمة الذي نزل فيه الوحي على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وغار جبل ثور الذي لجأ إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبو بكر -رضي الله عنه- وهما في أول طريق الهجرة إلى المدينة النبوية.


وتكونت الكهوف والدحول في المملكة بقدرة الله تعالى نتيجة للعمليات الجيولوجية المتنوعة في المملكة، وتتمتع بعدد من المميزات المهمة المائية والاقتصادية والثقافية، وتعد ثروة علمية للدراسات الجيولوجية، والجيومورفولوجية، والجغرافية، والحيوية، والآثارية. ويطلق أهل البادية مصطلح الدحول أو الدحولة على تلك الفجوات التي توجد تحت سطح الأرض وفيها ماء، ومواقعها معروفة لديهم ولها أسماؤها المتعارف عليها، وقد يكون لأحدها أكثر من مسمى، بينما التي لا ماء فيها، فيسمونها “جباوة” ومفردها “جبو”، وعرّف اللغويون الدِّحْل بتعريفات متقاربة منها مثل: نقب ضيق فمه، متسعاً أسفله أو هَوِّة تكون في الأرض، وفي أسافل الأودية فيها ضيق، ثم تتسع حتى يمكن المشي فيها، وفي “معجم البلدان” الدحائل جمع الجمع، ودحل يدحل، دخل يدخل.


أما تعريف الكهوف والدحول من الناحية الجيولوجية، فقد أفاد أستاذ الجيولوجيا البروفيسور عبدالعزيز بن لعبون أنها تتشابه في تكوّنها جيولوجيًا، فمعظمها ينتج عن طي وتصدع وتشقق طبقات الصخور بسبب الحركات الأرضية، ثم بفعل جريان المياه خلال تلك التصدعات والشقوق، وإذابة المياه وبالذات الحمضية منها للصخور القابلة للذوبان وخاصة الجيرية والجبسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *