اجتماعية مقالات الكتاب

القوى العاملة الجديدة

مع تزايد المؤشرات على اقتحام الروبوتات الآلية وشبه البشرية لأسواق العمل بكل قطاعاتها الإدارية والإنتاجية والخدمية، تزداد الحاجة إلى التفكير جدياً في كيفية التعامل مع هذا الغازي الذكي الجديد، والذي سينافس البشر في الولوج إلى سوق العمل بقوة، هذه ليست فرضية، بل هي واقع قادم خلال الثلاث سنوات القادمة.

الروبوتات والتكنولوجيا بشتى أنواعها ستشكل وتغير مفاهيم الحياة العملية في أرجاء المعمورة، فهناك روبوتات متنوعة الحجم والوظيفة والقدرات، مثل الروبوتات ذاتية الحركة، وأخرى مدمجة الحركة والتنقل، وروبوتات هجينة، وأخرى شبيهة بالبشر وذكية بخوارزميات متطورة، الخ.

ولن يقتصر الأمر على ذلك، بل ستتطور الروبوتات بتطور تقنيات وقدرات الآلة المتعلمة وبرمجيات الذكاء الاصطناعي والخوارزميات المتقدمة، وسيصبح الروبوت مكملاً لقدرات البشر، بل ولا جدال، فإنه سيتفوق على البشر ذكاءً ومقدرة، وهذا هو التحدي الذي سيواجه البشرية مستقبلاً، عندها سيصبح الاحتياج ملحا للتعامل مع هذا الكائن الجديد بأنماط إدارية مختلفة تتفاعل مع قوى عاملة آلية غير بشرية لها عقلها وفكرها ومتطلباتها من برمجيات وصيانة وتطوير وتحديث، بل سيذهب الأمر إلى أبعد من ذلك خلال العقد القادم حيث ستصبح الروبوتات شبيهة بالبشر في الأحاسيس والمشاعر والتفكير والتحليل والعلاقات البينية بينها وبين البشر.

وللتدليل على ما أقول، تشير دراسة لشركة جارتنر للأبحاث والدراسات التقنية، إلى أن الروبوتات ستغزو نشاطات تجارة التجزئة بكل أبعادها، وتنوعاتها في المخازن والنقل والتحميل وأعمال النظافة وعمليات البيع والشراء الخ.

هذا وبحلول عام 2025م، ستكون لدى شركات التجزئة العملاقة إدارات مختصة بالقوى العاملة الروبوتية بنوعيها الآلية والبشرية، تكون مهمتها اختيار البرمجيات المطلوبة، ودراسة قرارات تفضيل القوى البشرية الإنسانية العاملة مقابل القوى الروبوتية، وإيجاد الأساليب التشغيلية لعمل كلا الفريقين سوياً ودراسة إنشاء الإدارات المختصة للتخطيط والصيانة والتوظيف وأساليب التواصل مع الروبوتات، وإيجاد البيئة العملية النفسية والذهنية للتعامل مع الروبوتات والتكنولوجيا الرقمية، ودراسة سلوك البشر في التعامل مع الآلة المتعلمة، وأبعاد العمل الجماعي والتعاون والتكامل بين الروبوتات والبشر مع مراعاة الجوانب الأخلاقية ومعايير الأمن والسلامة.

وأخيراً، إنهم قادمون، ولا بد من الاستعداد لاستقبالهم من الآن، حتى لا نفاجأ باحتلالهم لوظائفنا بالقوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *