متابعات

المملكة تتوج ريادتها العالمية في فصل التوائم السيامية

البلاد – الرياض

تواصل المملكة العربية السعودية تحقيق الإنجازات والنجاحات وتعزيز مكانتها الريادية في مختلف المجالات على مستوى العالم، وذلك في ظل دعمٍ واهتمام لا محدود للقطاعات كافة، وأضافت المملكة إلى سجل نجاحاتها، إنجازاً جديداً في المجال الطبي والإنساني، من خلال فصل التوائم السيامية، مما يجعلها أحد أكثر دول العالم إجراءً لهذه العمليات المعقدة والدقيقة، حيث وضعت أولى لبنات هذا الإنجاز في العام 1990م من خلال إطلاق البرنامج الطبي السعودي لفصل التوائم السيامية، والذي أجرى أول عملية جراحية في ذلك العام.

واستمر على مدى ثلاثة عقود باستقبال حالات التوائم السياميين من مختلف دول العالم، ويعد البرنامج هو الوحيد من نوعه على مستوى العالم الذي يتكفل بجميع نفقات العملية والعلاج والتأهيل لما بعد العملية، إلى جانب استضافة والدي التوائم القادمين من الخارج ليكونوا بالقرب من أبنائهم والاطمئنان عليهم طوال فترة الرعاية الطبية.


وتُجرى عمليات فصل التوائم السيامية على يد كوادر طبية سعودية متخصصة قد يصل عددهم في العملية الواحدة إلى 35 مختصاً من الأطباء والجراحين إلى جانب الفنيين والممرضين، فيما تقدر المدة الزمنية لمجموع العمليات قرابة 600 ساعة، استغرقت أطول عملية منها 23 ساعة ونصف متواصلة.

ويترجم هذا الإنجاز الشعور الإنساني النبيل للقيادة الحكيمة وحرصهم الدائم على تقديم الخير للإنسان أياً كان، كما يعكس التفوق الطبي السعودي، والذي يأتي انسجاماً مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تطوير القطاع الصحي ورفع جودته وكفاءته، وقد تقدّمت السعودية في المجال الطبي على مستوى العالم، وأصبحت في طليعة الدول الرائدة في ميدان فصل التوائم السيامية، وهي تلك الحالات المعقّدة التي نجحت في حلها غرف العمليات، وتمتلك السعودية اليوم كوادر طبية مؤهلة وقادرة على علاج وفك غموض كثير من الحالات المرضية الغامضة، ليس في مجال فصل التوائم فقط، بل امتدّ التفوّق العلاجي لكثير من الأمراض القاتلة.


وكانت للسعودية نجاحات وابتكارات أسهمت في إنقاذ البشرية، فمستشفيات الرياض اليوم أصبحت مقصداً للباحثين عن السياحة العلاجية بدعم حكومي سخي يسعى لإيجاد بنية تحتية طبية منافسة وتوفير بيئة محفزة للعلوم والأبحاث.
ويُمثّل النظام الصحي السعودي أنموذجاً متفرداً على مستوى الوطن العربي وكذلك العالم، بدايةً من المستشفيات والقدرات العالية من الآلات والمعدات، وصولاً للقوة البشرية في كل التخصصات الطبية أو المساندة الذين استفادوا من برامج الابتعاث، وجاؤوا لوطنهم بمهارات جيّدة، ليصبح الطبيب السعودي علامة نجاح لأي كيان طبي.


وقد مثّل برنامج فصل التوائم السيامية ثورة طبية سعودية استطاعت رسم البسمة على وجوه أكثر من 127 توَأَمّا ينتمون لـ23 دولة، وفصل 54 توأماً سيامياً بنجاح بالغ، آخرهم التوأم العراقي علي وعمر ضمن جهود السعودية، لمساعدة دولة العراق الشقيق، وتلمساً لحاجات المواطنين هناك خاصة ممن يعانون ظُرُوفاً صحية قاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *