اجتماعية مقالات الكتاب

التكامل الذاتي

في الفترات كلها، والتي عاصرت فيها الناس كان الشغل الشاغل لهم هو الوصول إلى الرضا الذي يأتي بعد تحقيق أهدافهم، والتي من خلالها يتم تحقيق الذات ومواصلة العمل على هذا النحو ولا أجمل من انتصار الفرد بنجاحه وتميزه في عالمه المحيط به.

والتكامل الذاتي لا يصل إليه الفرد إذا حقق ذاته وأهدافه، بل هي نقطة أعمق من التحقيق، ولكن تحقيق الذات هو أحد ركائز التكامل الذاتي، ولكن كيف أحقق التكامل الذاتي الذي يجعلني فرداً متصالحاً مع ذاتي وراضياً ومقتنعاً بتجاربي وإنجازاتي وتحقيقاتي؟

يعد التكامل هو نقطة اعتراف الفرد لذاته بوجود الجوانب المظلمة الموجودة في شخصيته حيث أن كل فرد لديه جانب مظلم، ولكن هذا الجانب له سياسة في التعامل معه، فقد نخطئ حين نقوم بإخفاء هذا الجانب والتعامل مع الذات على احتمالية عدم وجوده حيث أن الفرد قد يتغافل عنه في رحلة البحث عن تكوين ذاته عن جوانبه المظلمة.

ومن قمة الوعي أن يظهر أمام الآخرين ثابتاً وواثقاً، ولكن نحن قد نخطئ في الاعتراف بنقاط الضعف، ونعتقد أننا يجب أن نخبر الجميع بها، وهذا الاعتراف قد يسير في منحنيات أخرى، ولكن الاعتراف بالجانب المظلم في شخصياتنا يكون لذواتنا، وليس هذا فحسب، بل العمل على تطويرها وتنميتها

إن الاستثمار في الذات أعظم استثمار يكسبه الفرد في حياته حيث إن الاعتراف بالضعف ومعالجته والتغلب على المشاعر السيئة والانفعالات المستمرة والنظرة التشاؤمية، وعلى العديد من نقاط الضعف الموجودة في شخصياتنا هو أعظم نجاح، وحتى يحقق الفرد منا تكامله الذاتي عليه الاعتراف بجانبه المظلم مع الاستمرار على تحسينه.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *