البلاد- وكالات
حالة من الاندهاش والذعر تنتاب الرأي العام البريطاني حيال اعترافات ضابط في شرطة العاصمة لندن، وصفته الصحافة بأنه أحد أسوأ مرتكبي الجرائم الجنسية في التاريخ الإجرامي الحديث في بريطانيا، إذا ارتكب 71 جريمة جنسية خطيرة، على مدار 18 عامًا.
واعترف ديفيد كاريك، (48 عامًا)، اليوم الاثنين، في محكمة ساوثوارك الملكية، بـ49 تهمة، منها جرائم اغتصاب ضد 12 امرأة.
كان كاريك ضابطًا في قوة الحماية البرلمانية والدبلوماسية، وهي من قوات النخبة التي تقوم بحراسة مقر الحكومة ومجلس النواب والسفارات.
وقالت الشرطة والمدعون العامون إن كاريك استغل منصبه لإغراء النساء، ثم ترهيبهن لإجبارهن على الصمت بشأن اعتداءاته الجنسية وإهانتهن، بحسب ما نقلت صحيفة “الجارديان”، التي أشارت إلى أن حجم الانتهاكات والمخالفات التي ارتكبها كاريك منذ 2003 وحتى عام 2021 تجعله أحد أسوأ مرتكبي الجرائم الجنسية في التاريخ الإجرامي الحديث في بريطانيا.
وأقر كاريك بأنه كان يحذر الضحايا بأنهم إذا تحدثوا عن قيامه باغتصابهم والاعتداء الجنسي عليهم، فلن يتم تصديقهم لأنه ضابط شرطة.
وفيما قالت الشرطة والمدعون العامون إن كاريك سعى للهيمنة على ضحاياه وإذلالهن، وحول مرآبا صغيرا إلى مكان مظلم حيث أجبر البعض على البقاء عاريات لساعات، كما أنه كان يسيء إلى النساء لفظيا، وأطلق على إحداهن “عبدته”، واستخدم العنف وممارسات سادية لإهانتهن، عبرت شرطة العاصمة عن أسفها لفشلها في التصرف بشكل عاجل حيال الشكاوى التي قدمت ضد كاريك بما في ذلك اتهامات الاغتصاب، بحسب صحيفة “إندبندنت”.
واعترفت شرطة لندن بأنه لم يكن يجب أن يُسمح لكاريك أبدا بالانضمام إلى قوة الحماية البرلمانية والدبلوماسية، وأن مخالفاته كانت “غير مسبوقة” في مدتها وطبيعتها.
ويأتي اعتراف كاريك، الاثنين، بعد أكثر من عام من جلسات استماع ما قبل المحاكمة في ظل قيود صارمة، حيث أقر بالذنب في التهم الست الأخيرة، بعد أن أقر بالذنب في ديسمبر من العام الماضي في 43 تهمة.
وطالب رواد وسائل التواصل الاجتماعي في بريطانيا بضرورة وجود آلية أكثر فاعلية لمراقبة سلوك رجال الشرطة، والتحقيق السريع والشفاف في الشكاوى التي تقدم ضدهم، مع حماية مقدمي الشكاوى والضحايا المحتملين لرجال الشرطة.