متابعات

مبادرة التشجير لمواجهة التصحر والتغيّرات المناخية

البلاد – جدة

 أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (آركو) الدكتور صالح بن حمد التويجري أن الاختلالات البيئية من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة معدلات الهجرة والنزوح والفقر لافتاً إلى أن معالجة التدهور البيئي ستسهم في تخفيف أزمات النزوح واللجوء.

وأشار إلى أن المنظمة وانطلاقاً من رسالتها الإنسانية تشاطر العالم هذا الهم البيئي، حيث تسعى للعمل على برامج مشتركة من خلال أعضائها (هيئات وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر) في الدول العربية على تنفيذ مشاريع استزراع عدد من الأشجار على مستوى الوطن العربي مساندة منها للجهود التي تبذلها الحكومات في هذا الشأن.

وقال الدكتور التويجري، إن الأمانة العامة للمنظمة العربية أطلقت مبادرة التشجير لمساحات خضراء تحت شعار “نحو بيئة متوازنة “بالتعاون مع مكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بهدف تعزيز الوعي العام بالجهود الدولية لمكافحة التصحر، ووضع حد لتدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة، وإبطاء عجلة تغير المناخ، مشيراً إلى المنظمة العربية تواصل التنسيق مع الجمعيات الوطنية لتبادل الأفكار والآراء لإنجاح هذه المبادرة من أجل التصدي للتغيّرات المناخية، مضيفاً نحتاج إلى العمل سوياً في هذا الشأن ووضع خطة عمل واضحة وقوية لمواجهة أي تغيرات مناخية، موضحاً أن هذه المبادرة تأتي لمواجهة التصحر الذي تعاني منه معظم دول الوطن العربي، حيث إنه تسبب في التأثير على بعض المراعي والواحات والبيئة النباتية والحيوانية.


وأضاف تقوم هذه المبادرة على قسمين رئيسيين: تحليل القضايا البيئية في الوطن العربي وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها البلدان العربية الأقل نمواً وعرضة للتدهور البيئي، والعمل على طرح توصيات للحد من الكوارث الطبيعية والتغير المناخي والحفاظ على حماية البيئة، والقسم الثاني لحشد الجهود والمساعي التطوعية لزيادة رقعة المساحات الخضراء في الوطن العربي بحلول 2030م، وعلى الجمعيات الوطنية المشاركة الفاعلة في تعزيز الوعي المجتمعي والحملات التوعوية لزيادة فهم واستيعاب مخاطر التغيّر المناخي والسعي للمحافظة على البيئة من خلال المساهمة في إنجاح المبادرة الخاصة بزراعة 500 مليون شجرة من 2021 إلى 2030م ما يمكن من الوصول إلى الهدف الرقمي في المنطقة العربية المتمثل في 5 مليارات شجرة.

وأكد الدكتور التويجري أهمية تفادي المخاطر المحيطة بالبيئة من خلال نشر التوعية بمخاطر الإهمال البيئي واتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على البيئة صحية سليمة بعيدة عن أي مهددات لتظل دائماً، وأبداً داعمة لرفاهية الشعوب والتنمية الاقتصادية، مضيفاً يجب أن نضع في اعتبارنا بأننا لن نتمكن من العودة بالزمن إلى الوراء، ولكن بإمكاننا أن نتصالح مع الطبيعة وجعلها مناسبة لنا للعيش فيها بسلام وأمان، دون أن نتعرض لأي أمراض أو أوبئة فتاكة، ويمكننا أن نمنع حدوث كوارث المناخ ووقف المد المتزايد للتلوث والنفايات، وذلك بأن تكون سلوكياتنا واعية. وأن نعمل على الحفاظ على بيئتنا من خلال زراعة الأشجار في مدننا لجعلها قمة في الجمال تتوفر فيها كل فرص الحفاظ على البيئة.


واختتم تصريحه قائلا ً”هناك عدة حلول لحماية البيئة نذكر منها تفعيل الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمحافظة على البيئة، وسن المزيد من التشريعات القانونية لحماية البيئة، ووضع استراتيجيات طموحة للتعامل مع قضايا التغيّر المناخي، وتعزيز آليات الرصد البيئي المستمر باستخدام أحدث التقنيات لاكتشاف مكامن الخطر، وتكثيف الجهود الدولية في مجال رصد الأخطار البيئية والتصدي لها قبل حدوثها أو العمل على رفع مستوى الوعي البيئي، وإنشاء المزيد من معاهد ومراكز البحوث المشتركة بين الدول للتصدي للأخطار البيئية، ووضع برامج تدريبية لتأهيل المختصين في مجال البيئة للارتقاء بمهاراتهم للحفاظ عليها، وتضمين المناهج الدراسية بمحتوى متخصص في البيئة وكيفية المحافظة عليها، وتعزيز دور الإعلام في توعية الناس بمخاطر التلوث البيئي وأثره على صحة الكائنات الحية وغير ذلك من الحلول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *