اجتماعية مقالات الكتاب

المملكة في قلب الفضاء

إن قطاع الفضاء في المملكة هو في دائرة اهتمام القيادة الرشيدة بحسبانه الاقتصاد التريليوني المقبل والقطاع المحفز للابتكار والملهم للأجيال، حيث تتطلع المملكة عبر رؤية 2030 إلى تدعيم موقعها في عالم الفضاء وصناعة تقنياته، وفي هذا الصدد، فقد أقر مجلس الوزراء الموقر مؤخراً إنشاء المجلس الأعلى للفضاء برئاسة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء كاهتمام واضح لما يمثله القطاع من أهمية استراتيجية، كما تم تعديل اسم (هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات) لتكون هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية.

لقد حققت المملكة إنجازات مشهودة في مجال الفضاء من أهمها على سبيل المثال لا الحصر، سفر الأمير سلطان بن سلمان كأول رائد فضاء عربي ومسلم إلى الفضاء عام 1985م على متن المكوك ديسكفري التابع لوكالة “ناسا”، وإطلاق القمر الصناعي “عربسات A1” في نفس العام ونجاح المملكة في صناعة 13 قمراً صناعياً بإبداعات سعودية رفيعة تؤدي مهام كبيرة في خدمة المشروعات التنموية، كما أنشأت المملكة مركز تميز خاصاً بأبحاث القمر والأجرام القريبة من الأرض مع وكالة ناسا الفضائية ومركز تميز أبحاث الفضاء مع جامعة ستانفورد الأمريكية، وقامت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بإطلاق القمر السعودي “شاهين سات” وغيره من أقمار، بجانب سعي المملكة إلى رفع كفاءة مستوى التعليم العالي في مجال الفضاء وغيرها.

كما أطلقت الهيئة السعودية للفضاء مؤخراً برنامجاً لرواد الفضاء انطلاقاً من مستهدفات رؤية 2030 يرمي إلى تأهيل كوادر وطنية سعودية قادرة على تحقيق رحلات فضائية والإسهام في التجارب والأبحاث العالمية المستقبلية للفضاء وغيرها من أهداف، ووفقاً للبرنامج الفضائي السعودي، فإنه سيتم إرسال رواد ورائدات فضاء سعوديين حيث ستبدأ أولى رحلاتهم هذا العام من خلال طاقم يضم رائدة ورائدة فضاء سعوديين، مما يعد إنجازاً تاريخياً سعودياً حيث سيتم إرسال أول رائدة فضاء سعودية، هذا بجانب الأدور الرائدة لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في هذا المجال. وأخلص إلى أن طموحات المملكة في ظل القائد الملهم سيدي سمو ولي العهد هي فوق هام السحب، بل في قلب الفضاء وصولاً إلى توطين صناعة الأقمار الصناعية والاستفادة من كافة علوم الفضاء. وفي سبيل نهضة فضائية في المملكة فهنالك عدة مقترحات منها إلقاء الضوء على مجالات مثل إنترنت الأقمار الصناعية وتوصيل الطرود بالصواريخ واقتصاد الفضاء وغيره، كما أن هناك مجالات واعدة للسياحة الفضائية وتوظيف تقنية الفضاء في تطوير قطاعات الإسكان والزراعة والتعدين وغيرها، كما تبرز الحاجة إلى تأهيل كوادر وطنية تستوعب التطورات المتلاحقة في علوم الفضاء، وإقامة دورات علمية للحاق بالمستجدات العلمية في هذا القطاع، بجانب إدخال مقررات مواكبة عن الفضاء في المدارس لإعداد أجيال علمية مبدعة ومبتكرة في هذا القطاع.
باحثة وكاتبة سعودية

J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *