متابعات

المكفوفون.. تجارب ثرية دعمتها لغة برايل

البلاد – مها السليمان

روايات كسرت الظلام عبر لغة برايل، وكتب ومشاركات إعلامية أكدت أن المكفوفين يرون بعين البصيرة، ويشاركون المجتمع تجاربهم الثرية وإبداعاتهم في مختلف ضروب الحياة، بعد التدريب والتأهيل من قبل الجمعيات المعنية، ليكونوا نماذج مضيئة في المجتمع.
ويقول الناشط في مجال الإعاقة البصرية وإعادة التأهيل محمد توفيق بلو، إنه لم يستسلم لفقدان البصر، بل قابل ذلك بإنجازات على مستوى كتابة الرواية، مبيناً أن أحدث مؤلفته هي رواية «الحب المفقود في بلاد الحبشة» بالاشتراك مع الرحالة أمين محمد علي غبرة، وهي رواية واقعية روى من خلالها قصة رحلته إلى الحبشة مع أسرته، وهو في الثانية عشرة من عمره، وما دار فيها من أحداث مثيرة ولمحات تاريخية عن مدينتي جدة وأسمرا.

وأشار إلى أن باكورة إنتاجه كان كتاب “حصاد الظلام” في العام 2002م روى من خلاله تجربته مع فقدان البصر وعمله في الخطوط السعودية، أعقبه “الماسة السمراء.. بابا طاهر زمخشري القرن العشرين” في العام 2005م، ثم كتاب “رحلتي عبر السنين” الجزءين الأول والثاني، ومن بعدهما كتاب “الأديب طاهر زمخشري في سطور”.
وعن أهمية لغة برايل للمكفوفين يقول بلو: “إنها ضرورية للمكفوفين منذ الولادة وفي الصغر، والمكفوفون الصم بكافة فئاتهم العمرية، أما من فقدوا بصرهم في سن الشباب أو الشيخوخة، فتبقى طريقة برايل حلاً مكملاً لاستقلالهم الذاتي في الحياة اليومية بحيث يتعلمون قراءة الحروف والكلمات، فيستخدمونها في الترميز للتعرف على مستلزماتهم الشخصية”.

وأكد محمد توفيق بلو، أنه أثناء توليه أمانة جمعية إبصار أسس أول معمل لتدريب المكفوفين على استخدام الحاسب الآلي ببرنامج إبصار القارئ، وكذلك أسس أول مقر نموذجي لخدمات ضعف البصر وإعادة التأهيل، ليكون مركزاً للإحالة الطبية من قبل مراكز ومستشفيات طب العيون، واعتبرته الوكالة الدولية لمكافحة العمى نموذجاً للاقتداء به في منطقة إقليم شرق الأبيض المتوسط، مؤكداً أنه تم تقديم دورات تدريبية في العناية الإكلينيكية لضعف البصر لأطباء العيون وأخصائي البصريات اعتمدتها الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وإدارة حملة إبصار الوطنية للاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار لدى الأطفال.
وحول تجاربه في مجال العمل الخيري لذوي الإعاقة، قال: “من أبرز أنشطتنا في هذا المجال، العمل على فتح مراكز لتعليم المكفوفين على الكمبيوتر للكفيفات بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وصنعاء وتونس والقاهرة، والمشاركة مع مبادرة المجلس الدولي لتعليم المعاقين بصرياً (ICE VI) بتعليم 4 ملايين طفل كفيف حول العالم كانوا محرومين من التعليم، وإدارة حملة محو أمية 15 ألف كفيف برعاية الأمير طلال بن عبد العزيز -رحمه الله-“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *