البلاد – متابعات
تعد السمنة أكثر المصطلحات تداولاً على موقع جوجل، فمجرد أن تكتب “السمنة” على جوجل، حتى يظهر لك 3 ملايين و860 ألف نتيجة بحث، وهو ما يعكس حجم الاهتمام والتأثير لهذا المصطلح على حياة الأفراد والشعوب.
ولا تكاد تخلو دورية علمية من بحث عن آثار السمنة وتأثيراتها المختلفة في الأعمار جميعها، سواء في مراحل الطفولة أو المراهقة أو الكهولة أو الشيخوخة، وسواء النساء أو الرجال. وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية يعاني أكثر من مليار شخص، في جميع أنحاء العالم، من السمنة، 650 مليون بالغ و340 مليون مراهق و39 مليون طفل. وهذا الرقم آخذ في التزايد.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من 167 مليون شخص -من بالغين وأطفال– ستتراجع صحتهم بسبب زيادة الوزن أو السمنة، بحلول عام 2025م.
وتُعَرَّف السمنة بأنها تلك الحالة الطبية التي تتراكم فيها الدهون الزائدة بالجسم إلى درجةٍ تتسبب معها في وقوع آثارٍ سلبيةٍ على الصحة، مؤديةً بذلك إلى انخفاض متوسط عمر الفرد المأمول.
كما تؤدي إلى مجموعة من الأمراض، مثل مرض السكري من النمط 2، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، وأشكال مختلفة من السرطان، فضلاً عن مشاكل الصحة العقلية، مما يجعلها بمثابة “القاتل الصامت” الذي يؤدي إلى أمراض لا حصر لها.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأشخاص المصابين بالسمنة هم أيضا أكثر عرضة، بثلاث مرات، لدخول المستشفى بسبب الإصابة بمرض كـوفيد- 19.
والسمنة هي منسب كتلة الجسم الذي يبلغ 30 أو أكثر. ويُعد منسب كتلة الجسم أفضل مقياس لفرط الوزن والسمنة على مستوى السكان، حيث يبلغ الوزن الطبيعي للبالغين 25.
وتعد السمنة الداء الذي لا يكاد ينجو منه أحد في مرحلة من مراحل حياته المختلفة، ففي مرحلة الطفولة تعد السمنة من الحالات الطبية الخطيرة التي يصاب بها الأطفال والمراهقون، لأن الوزن الزائد يضع الأطفال عادة على بداية طريق المشكلات الصحية التي كانت تُعد فيما سبق مشكلات خاصة بالبالغين، مثل السكري ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول.
وكشفت منظمة الصحة العالمية أنه في عام 2018م، كان هناك ما يقدر بنحو 40 مليون طفل دون سنة الخامسة يعاني من فرط الوزن أو السمنة.
وأوضحت المنظمة أن فرط الوزن والسمنة كانا يُعدان في السابق من مشكلات البلدان المرتفعة الدخل، ولكنهما الآن يتزايدان في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ففي أفريقيا زاد عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من فرط الوزن بنسبة 50٪ تقريباً منذ عام 2000م. وفي عام 2018م، كان ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من فرط الوزن أو السمنة يعيشون في آسيا.
وكان 340 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و19 عاماً يعانون من فرط الوزن أو السمنة في عام 2016م.
وأشارت المنظمة إلى أن معدل انتشار فرط الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و19 عاماً زاد زيادة ضخمة من 4٪ في عام 1975 إلى أكثر من 18٪ بقليل في عام 2016. وحدثت الزيادة بين البنين والبنات سواءً بسواء، ففي عام 2016م، كان 18٪ من البنات و19٪ من البنين يعانون من فرط الوزن.
وفي حين أن نسبة الأطفال والمراهقين السمان البالغين من العمر من 5 أعوام إلى 19 عاماً كانت لا تتجاوز 1٪ في عام 1975، فإن 124 مليون طفل ومراهق (6٪ من البنات و8٪ من البنين) كانوا يعانون من السمنة في عام 2016م.