اجتماعية مقالات الكتاب

ثروتنا السمكية .. من التقليدية إلى العلمية الاقتصادية

خبر في إحدى صحفنا المحلية “اليوم” استوقفني كثيراً، حيث أفاد نائب الرئيس التنفيذي للبرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة السمكية التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة موسى الكناني، بأن عدد الفتيات اللاتي تم قبولهن في مشروع تأهيل الكوادر الوطنية لمهنة صيد الأسماك بلغ 60 فتاة، سيتم تدريبهن في مسار “حلول” المختص بمبيعات وتسويق المنتجات السمكية على أيدي خبراء ومختصين في المجال، وكشف أن المبادرة تستهدف تدريب وتأهيل الشباب السعودي لمهنة صيد الأسماك.
الخبر تناول قطاعاً مهماً رافداً لاقتصادنا (الثروة السمكية)، حيث إن المملكة هي دولة بحجم قارة تمتاز بموارد طبيعية متعددة لا سيما في قطاع الثروة السمكية، بما فيها من واجهات بحرية وسواحل ممتدة سواء على طول البحر الأحمر والخليج العربي أو الجزر التابعة لها، وكلها مناطق غنية بأسماك وكائنات بحرية شتى، فضلاً عن برامج قطاع الاستزراع المائي بجانب خبرات مواطنيها العريقة في هذا الجانب، ولا غرو أنه نظراً للدور الرائد الكبير للمملكة تجاه دعم الجهود الدولية لتعزيز الثروة السمكية والاستزراع المائي بما يفضي إلى تحقيق الأمن الغذائي، فقد انتخبت الهيئة الإقليمية لمصايد الأسماك (RECOFI) التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) مؤخراً المملكة رئيساً للدورة الحادية عشرة لمدة ثلاث سنوات، وذلك بإجماع أعضاء الهيئة.
إن رؤية 2030 تهدف إلى النهوض بالوطن عبر كافة القطاعات، ومنها قطاع الثروة السمكية والاستزراع المائي من خلال استغلال الميزات المتفردة للمملكة في هذا الجانب وإنتاج 600 ألف طن من الأسماك خلال السنوات الخمس عشرة القادمة، كما أن هنالك البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية الذي أقره مجلس الوزراء الموقّر، ويمثل استراتيجية وطنية لتنمية وتطوير هذا القطاع وتعزيز مردوده الاقتصادي لرفد الناتج الوطني في ظل اضطلاع وزارة البيئة والمياه والزراعة بأدوار رائدة بغية تطوير قطاع الثروة السمكية، وكذا مبادراتها في مجال الاستزراع المائي بالمملكة.
وأخلص إلى أن صناعة صيد الأسماك قد أضحت مورداً اقتصادياً مهماً لكثير من الدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا وبيرو والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها. وفي سبيل توطيد صناعة سمكية عالمية في المملكة فالأمل معقود على القطاع الخاص بمساندة ودعم مبادرة الصيد المقدمة من البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة السمكية، بجانب أهمية إقامة كليات ومعاهد بشهادات معترف بها لتدريب الشباب والشابات علمياً وعملياً على مهنة الصيد وتعلم كافة متطلبات السلامة الأمنية في البحر وغيره، وتنمية مجتمعات الصيادين والمحافظة على مناطق صيدهم، وذلك للوصول إلى جيل مؤهل وقادر على القفز بصناعة صيد الأسماك في المملكة من التقليدية إلى العلمية بمردودها الاقتصادي تحقيقاً لمستهدفات رؤية 2030 في هذا الجانب.
باحثة وكاتبة سعودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *