شكلت قراءة كتاب روبن شارما “The 5 AM Club” تجربة رائعة بالنسبة لي.
وكان الكتاب لطيفاً للغاية، وهو في مجمله يدور حول استيقاظ الشخص مبكراً في الصباح لإنهاء مسؤولياته ليكون أكثر إنتاجية، وبصحة ممتازة، والأهم من ذلك، أن ينعم براحة البال.
العمل في ساعات الصباح الباكر، أو بعد صلاة الفجر بالنسبة لنا كمسلمين، يساعد بلا شك على التخطيط وإنجاز أشياء رائعة.
تدور أحداث الرواية حول شخصين، رجل وامرأة، يلتقيان برجل أعمال غامض. تطوع ليكون بمثابة مرشدهم الخفي، وكشف لهما سر كيف يبدأ العباقرة ورجال الأعمال وأذكى الأفراد عملهم في الساعات الأولى من الصباح.
كل يوم، استيقظ مبكراً وأنت تشعر بالإلهام والتحفيز والتركيز على تحقيق أهدافك الأكثر أهمية.
الأهم من ذلك ممارسة الرياضة في ساعات الصباح الباكر للحفاظ على الصحة، مما يتيح الكثير من الوقت للتفكير والإبداع، وبدء اليوم هادئاً ومركّزاً على الهدف.
وأريد أن اشير هنا الى ان ما ورد في هذا الكتاب من فكرة الاستفادة من ساعات الصباح الأولى يفترض انه مطبق عندنا في ديننا الاسلامي الذي حثنا على الاستيقاظ مبكراً لصلاة الفجر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها). ودائماً ما اقترن صفاء الذهن بساعات الصباح الأولى بعد الفجر.
وللأسف فقد الكثير منا فائدة الاستفادة من هذا الوقت بل بالغنا في التفريط به. نحن بحاجة إلى إعادة فهم أهمية -البكور-في حياتنا الشخصية والعملية، وأن نستثمر هذه الأوقات بشكل أفضل للتخطيط ووضع الأهداف لتحقيقها.
وكما هو الحال في الغرب، بالإضافة إلى التخطيط المبكر لما يريدون إنجازه في هذا اليوم أو الأسبوع، فإن نسبة كبيرة من الأفراد يمارسون الرياضة في ساعات الصباح الباكر في الشوارع. بعضهم يركض، والآخر يمشي، وهناك من اختار الذهاب بالدراجة إلى العمل. بدون شك سيكون مستوى الإنتاج مرتفعاً وسيتم تحقيق الكثير في ذلك اليوم.
التصور الشائع لجيلنا هو أننا لسنا من اهل ساعات الصباح الاولى وإننا لا نرسم خطوطاً ولا أهدافاً لتحقيقها في ذلك اليوم. الغالبية منا يستيقظ متأخراً عن العمل وحتماً نتجاهل التمارين الصباحية لأنه لا يوجد هناك وقت لها، ولنا أن نتساءل: ما هو مستوى الإنتاج المتوقع؟ ومع ذلك، لا بد ان اشير الى أن نسبة الأفراد الذين يمارسون الرياضة في الصباح الباكر، أكبر مما كانت عليه في الماضي.
ولكي تتحسن جودة الحياة وينمو الابداع، لابد من تولي زمام الأمور في الصباح لإنجاز أهم الأهداف اليومية. استيقظ كل يوم في الساعة 5 صباحاً او قبل صلاة الفجر، وخصص الساعة الأولى لممارسة الرياضة والتفكير والتطوير. هذه هي خلاصة الوصفة التي خلص إليها الكاتب في كتابه حتى نصل إلى درجة عالية من الإبداع والإنتاج. ومن الضروري جداً ان نعود أبناءنا منذ الصغر على هذه العادة.
وختاماً، اذكر إنني التقيت بأحد الشباب في إحدى المناسبات بالرياض ودار النقاش متشعباً إلى أن انتهى بي المطاف أن اسأله عن أهم الاهداف التي يجب إنجازها في الساعات الأولى من صباحك؟. ورد علي مبتسماً، إن أجمل ساعات النوم هي تلك التي بعد صلاة الفجر.