يمر الانسان بمراحل من المواقف في حياته اليومية في تعاملاته مع الآخرين ومع ذاته حيث انه يتعامل مع كل موقف وفق ما يشعر به وتحكمه اندفاعاته ونظرته حيال هذا ويعد هذا امراً جيداً حيث ان الفرد يتمرس ويتمرن فيصبح أكثر خبرة وأكثر حذراً في الوقوع في الخطأ واشد حرصاً على سلامته النفسية.
يتعامل كل فرد منا مع الآخرين لأنه جزء من منظومة الحياة ولذلك فإنه يعايش العديد من المواقف التي تحصل للآخرين وليس هذا فحسب بل انه يكتسب الخبرات من خلال تعامل الآخرين مع مواقفهم مما يسهم في سرعة استجابته إذا مر بذات الموقف يوماً ما وهذا يوفر للفرد الجهد في محاولة الوصول الى الحلول المناسبة والممكنة ولكنه يطبقها بعد قياس وضع موقفه
ولكن ماذا لو ان الفرد منا أصبح متبنياً لمواقف الآخرين؟
وهذا يعني انه إذا عاش موقفاً طبقه على ذاته دون ان يكون هو في ذات الموقف ويعد هذا التطبيق مؤشراً خطيراً ومؤثراً في شخصية الفرد بل ونفسيته ايضاً ويسبب هذا التبني له العديد من المشكلات عوضاً عن حلها.
قد يمر الاخرون بمواقف فشل وخيبة امل وعدم القدرة على تحقيق الآمال وحينما يقوم الفرد بتبني الموقف وتطبيقها على ذاته دون أن يحصل له هذا يجعل الفرد مشككاً في قدراته الذاتية وأكثر خوفاً وقد تتأثر علاقاته الشخصية حيث انه يطبق مواقف الاخرين على علاقاته وقد يتراجع عن اتمام احلامه لأنه عاش موقف فشل فيها أحدهم.
ان مواقف الاخرين ومآزقهم تخصهم وحدهم والجانب الأوحد الذي يخصنا هو اخذ الخبرة منهم فقط فليس بالضرورة ان يحصل موقف واحد للجميع حيث ان لكل فرد نمط حياة خاصاً به وبتعاملاته ولذلك على الفرد ان يكون أكثر وعياً حيال هذا فلا يربط حياته بحياة الاخرين وليس علينا ان نتخذ موقفاً من مواقف الاخرين ونطبقه علينا.
fatimah_nahar@