متابعات

المملكة الأولى عالمياً في ثلاثة مؤشرات دولية متعلقة بكورونا.. تهديد الجائحة يتحول لأمن وقائي صحي

 عبد الله صقر -مركز المعلومات

يصادف اليوم الثلاثاء ذكرى اليوم العالمي للتأهب للأوبئة، والذي ولد من رحم تفشي فيروس كورونا “كوفيد-19” الذي أصاب مئات الملايين من البشر، وأودى بحياة الملايين حول العالم.
وما سببه من آثار بالغة الخطورة اقتصادياً واجتماعياً وصحياً؛ الأمر الذي دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة في 7 ديسمبر عام 2020، إلى اعتماد يوم 27 من شهر ديسمبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للتأهب للأوبئة التي تهدد أرواح البشر.
هدد هذا الوباء الأمن الصحي الدولي، وألحق أضراراً بليغة باقتصادات دول العالم، وأثبت مدى هشاشة النظام العالمي في مواجهته ما جعل العالم مدركاً بأهمية التعاون والتضامن والعمل والتنسيق العالمي، الذي سيمكن من مكافحة التهديدات الصحية العالمية وإرساء أسس صلبة لنمو قوي ومستدام ومتوازن وشامل.

انعكست هذه الجائحة بشكل ٍسلبي على التنمية الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأجل عالمياً، حيث تعطلت سلاسل الإمداد العالمية، ولحق الضرر بسبل عيش السكان بمن فيهم النساء والأطفال، واقتصاد أشد البلدان فقراً وضعفاً.
ومع تفشي كورونا برزت التجربة السعودية كمثالٍ يحتذى وأثبتت الحكومة السعودية للعالم كله كفاءتها في إدارة هذه الأزمة استطاعت من خلاله تطوير ما يعرف بجهاز أمنها الوقائي الصحي.
فقد حققت المملكة المرتبة الأولى عالميًا في ثلاثة مؤشرات دولية خلال تصديها لجائحة كورونا في عامي 2020 و 2021 اللذين يمثلان ذروة الجائحة في مؤشري “استجابة رواد الأعمال لجائحة كورونا”، و”استجابة الحكومة في دعم رواد الأعمال”، اللذين يقيسان مدى اختلاف مستويات تحفيز ونشاط ريادة الأعمال على تأثير جائحة كورونا حول العالم، وذلك وفق تقرير “المرصد العالمي لريادة الأعمال” عام 2020/2021م.
كما حافظت على تفوقها في مؤشر “المعايير الغذائية”، محققة المرتبة الأولى عالميًا عام 2020.
وقفزت إلى المرتبة الثامنة في ذروة الجائحة لمؤشر “مدى كفاية إمدادات الغذاء الوطنية” من بين 113 دولة، وتفوّقت على 105 دول في نمو إنتاج الحبوب والخضروات، قافزة 9 مراتب عن عام 2019، وعن سلامة المحاصيل بعد الحصاد وما قبل الاستهلاك، حققت المملكة تقدمًا ضمن أفضل 20 دولة عالميًا.

البداية من ميرس
أسهمت تجربة المملكة في مكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا ميرس) والذي بدأ في عام 2012 م، وتحول إلى وباء خلال العام 2014، في رفع الجاهزية لمكافحة كورونا.
ويعد فيروس كورونا ميرس أخطر بكثير من فيروس الكوفيد من حيث مراضته ونسبة الوفاة منه حيث تصل نسبة الوفاة في حالة كورونا ميرس إلى حوالي 35-40 % في حين أن نسبة الوفاة من فيروس الكوفيد أقل من 1 % . فأنشأت المملكة داخل المستشفيات وحدات عزل منفصلة لأمراض الجهاز التنفسي مزودة بأنظمة تهوية متخصصة لحماية الأطباء من العدوى، وأنشأت قبلها مراكز للكشف ثابتة ومتنقلة يجرى حجز موعد فيها عبر تطبيق “صحتي”، بهدف الوصول إلى الأحياء المكتظة بالمواطنين والمقيمين والأجانب بغض النظر عن أوضاعهم القانونية.

إجراءات صارمة
سبقت المملكة دول العالم بأجمعه بتطبيق إجراءات وقائية صارمة, وأصدرت في وقت مبكر عدة قرارات وإجراءات من أجل إبطاء وتيرة تفشيه، قبل إعلان منظمة الصحة العالمية إن كوفيد 19 أضحى جائحة في 11 مارس 2020م. فبعد تسجيل أول حالة مؤكدة مصابة بالفيروس بالمملكة بتاريخ الثاني مارس 2020م، علقت المملكة في 27 فبراير 2020م، قدوم المعتمرين والزائرين إلى الحرمين الشريفين، وفرضت سلسلة من الإجراءات لتقنين الحركة على المواطنين والمقيمين فيها، وطبقت مفهوم التباعد الجسدي، ونفذت حظر التجول لفترات محدودة، وحظرت السفر بين المحافظات والمناطق الحضرية الرئيسة، بالإضافة إلى إغلاق المساجد والمدارس والجامعات ودور السينما والمراكز التجارية والمطاعم والأماكن العامة وتعليق ّالرحلات الدولية والمحلية، واستمرار تنفيذ هذه الإجراءات خلال شهر رمضان الذي يعد من أهم الأشهر الإسلامية.

وعي مسبق
أولت الدولة اهتماماً كبيراً على التوعية الصحية والتوعية المكثفة لعموم شرائح المجتمع، وذلك عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية، وذلك لإبقاء المواطن على علم ودراية في كل ما يتعلق بالجائحة من معلومات حتى بات الجميع يعلم بالجائحة وكيفية الوقاية والتعامل معها؛ مما أشاع الوعي المبكر الذي جلب رد فعل إيجابي من المواطنين والمقيمين وعامة الناس.

مسح نشط
نهجت المملكة عبر وزارة الصحة وخبراء الأمراض الوبائية إلى العديد من الأساليب لمعرفة الموقف الصحي أو ما يعرف بالتوزيع الجغرافي للأماكن التي تكون الإصابة فيها مرتفعة أو قابلة للارتفاع من خلال عدة وسائل
ومنها ما يعرف بتتبع الاتصال من خلال أطقم صحية مدربة تدريباً جيداً استخدمت آلية التعقب المرتقب.. حيث تم عزل المخالطين عن قرب للمصابين بكوفيد 19 ومحاولة معرفة مكان الإصابة تحديداً والمخالطين والأماكن التي سار فيها المصاب.
كما استخدم الخبراء أسلوب المسح النشط للتوصل إلى العدد الحقيقي للحالات الموجبة من خلال فرق المسح الميداني، والتي جابت الأحياء المستهدفة في مدن المملكة المختلفة، وقامت بعمل اختبارات عشوائية للكشف عن الحالات الموجبة. التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات
خصصت المملكة مبلغ 500 مليون دولار لتلبية الاحتياج العالمي لتطوير وتوزيع اللقاحات والعلاجات والأدوات التشخيصية المتعلقة بكوفيد 19، وإسهامها بمبلغ 150 مليون دولار لتحالف ابتكارات التأهب الوبائي” (CPI)، وبمبلغ 150 مليون دولار للتحالف العالمي للتطعيم والتحصين (GAVI)، و 200 مليون دولار لمنظمات وبرامج صحية دولية وإقليمية أخرى.
كما سعت المملكة عالميا من خلال وفدها الدائم لدى منظمة التجارة العالمية، إلى أن تتحمل الدول مسؤولية التغلب على هذا الوباء بجعل اللقاحات متاحة للجميع وبأسعار معقولة، والتأكد بأن لا تشكل الملكية الفكرية عقبة أمام تعزيز إنتاج اللقاحات لأغراض غير تجارية وضمان الوصول العادل إليها في جميع أنحاء العالم، وحثّ الدول جميعها على المضي قدماً نحو المفاوضات القائمة بشأن التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات المتعلقة بكوفيد-19 من أجل التوصل إلى توافق مبني على النصوص في أسرع وقت ممكن، وكذا حث الدول التي بها مقر الشركة المصنعة للقاحات على تسهيل نقل التقنية للدول الراغبة في تصنيع اللقاح لديها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *